أعلن كمال خرازي وزير الخارجية الإيراني أن بلاده مستعدة لقبول التوقيع على البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي ما دام بوسع طهران مواصلة إنتاج اليورانيوم المخصب. وقال خرازي في مقابلة مع شبكة تلفزيون إيه بي سي الأمريكية الأحد 28 9 2003 إذا وقعنا على البروتوكول الإضافي فإننا نريد أن نتأكد أنه سيكون بوسعنا مواصلة العمل في منشآت التخصيب لإنتاج الوقود اللازم لمصانعنا للطاقة. وأضاف خرازي : المشكلة هي أن الإدارة الأمريكية طلبت منا أن نوقف نشاطات تخصيب اليورانيوم، مع العلم أن هذا الأمر شرعي، ولا يطرح إشكالا طالما يجري تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونظام تفتيش. وأشار خرازي إلى أنه من الممكن أن تطور الولاياتالمتحدة علاقات فضلى مع إيران، ولكنه قال: لا نريد أن تتدخل الولاياتالمتحدة في شؤوننا الداخلية. نريد إشارات تثبت أنها جادة في دعوتها إلى هذا الحوار. ومن المقرر أن يصل مفتشو الوكالة إلى طهران يوم الخميس 2 10 2003 للقيام بجولة جديدة من التفتيشات والمحادثات مع المسؤولين الإيرانيين. وتتهم الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى إيران وهي إحدى الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي باستخدام منشآت تخصيب اليورانيوم في إطار برنامج نووي عسكري سري، وتنفي طهران ذلك، مؤكدة أن طموحاتها النووية مقتصرة على التوليد السلمي للكهرباء. يذكر أن الوكالة الدولية كانت قد أصدرت قرارا في 12 9 2003 يعطي مهلة لإيران حتى نهاية أكتوبر 2003 لتثبت أنها لا تمتلك أسلحة نووية، كما يطلب القرار من إيران أن تقدم كل المعلومات حول شراء واستخدام وتخزين المعدات المستخدمة في تخصيب اليورانيوم. ومن جهة ثانية، كشفت مصادر دبلوماسية عربية مطلعة أن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع سيتوجه خلال ال24 ساعة المقبلة إلى العاصمة الإيرانيةطهران، في زيارة عاجلة تهدف إلى احتواء وتطويق آثار أزمة كبيرة مكتومة تهدد العلاقات بين الدولتين، المرتبطتين بتحالف إستراتيجي منذ نحو عقدين من الزمن. وأوضحت شبكة إسلام أون لاين الأحد 28 9 2003 أن الشرع، الذي سيلتقي خلال الزيارة الرئيس محمد خاتمي ووزير خارجيته كمال خرازي وعددا من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين الإيرانيين، سيسعى إلى توضيح موقف سوريا إزاء بعض الاتهامات التي رددتها تجاهها بعض الدوائر الأمنية الإيرانية، كما سيقوم بمكاشفة مستقبلية بتحفظات دمشق على مسلك طهران في عدد من الأمور المحددة، أبرزها التطورات على الساحة العراقية. وكشفت المصادر العربية عن اتهامات متبادلة كانت وراء أزمة ثقة خطيرة بين دمشقوطهران أخيرًا، حيث اتهمت إيران ما أسمته بدوائر سورية مسؤولة بتسريب معلومات إلى الإدارة الأمريكية حول إلقاء السلطات الإيرانية القبض على عدد كبير من قيادات وكوادر تنظيم القاعدة أثناء تسللهم إلى أراضيها عبر حدودها مع أفغانستان، واحتجازهم في السجون تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة استغلت هذه المعلومات في ممارسة ضغوط كبيرة على طهران، للكشف عن قيادات وأعضاء القاعدة المعتقلين لديها، الأمر الذي دفع المسؤولين الإيرانيين إلى الاعتراف في نهاية الأمر بوجود بعض هذه العناصر، لكنها رفضت تسليمهم إلى واشنطن.