أكدت قيادة الجهاد الإسلامي أمس نبأ استقالة الشيخ عبد الله الشامي من الحركة. وقال خضر حبيب ممثل الحركة في لجنة المتابعة العليا للصحافيين في غزة صباح أول أمس بعد لقاء وفد الجهاد مع رئيس الوزراء المكلف أحمد قريع أن الشامي قدم استقالته من قيادة الحركة بسبب خلافات إدارية، موضحا أن الشامي هو الذي قدم استقالته وليست قيادة الحركة هي التي أقالته. وذكر المركز الفلسطيني للإعلام أمس أن، حبيب نفى أن تكون الاستقالة جاءت على خلفية خلافات حول مواقف الحركة السياسية والفكرية، منوها إلى أن قيادة الحركة تبذل جهودا كبيرة من أجل حل الخلاف مع الشيخ الشامي وإقناعه بالعودة عن قراره. ويذكر أن الشيخ الشامي يعد أحد أبرز الناطقين باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. و زعمت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر أول أمس أن أزمة حادة تعصف بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطينالمحتلة، وأن هذه الأزمة أدت إلى قيام الشيخ عبد الله الشامي بتقديم استقالته من جميع المناصب التي كان يتقلدها. و كان خالد البطش عضو الجهاد قد أكد نبأ الاستقالة و وافقه في ذلك الشيخ نافذ عزام عضو قيادة حركة الجهاد الإسلامي في غزة، وقال إن ما نشر في الصحف العبرية لا أساس له من الصحة على الإطلاق ويدخل في إطار الحرب النفسية التي تشنها قوات الاحتلال ضد حركة الجهاد الإسلامي والشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الشيخ عبد الله الشامي له مكانته المعروفة في حركة الجهاد الإسلامي ولا يزال ضمن صفوفها ولا يوجد أي خلافات داخلية في الجهاد الإسلامي. و ادعى مراسل شؤون المناطق الفلسطينيةالمحتلة في صحيفة هآرتس أرنون ريغولار أنه حصل على وثيقة الاستقالة التي قدمها الشيخ عبد الله الشامي إلى مجلس الشورى التابع للجهاد الإسلامي. وقال إن الاستقالة قدمت إلى مجلس الشورى في الثاني من غشت الماضي، وبعد ذلك قام الشيخ الشامي بإبلاغ الأمر إلى زملائه في التنظيمات الإسلامية والوطنية. وجاء في وثيقة الاستقالة التي نشرتها هآرتس على لسان الشيخ الشامي ..بعد تردد كبير وتأجيل الموضوع مرات عديدة وبعد نقاش مستفيض وعميق على أمل أن يحصل تحسنا في الوضع الداخلي للجهاد الإسلامي، قررت أن أعتزل عملي في التنظيم بهدوء، ولكن بمرارة وألم شديدين. كنت على آمل في أن تستطيع الحركة تخطي الأزمة الداخلية التي تعصف بها، ولكن للأسف لم يحدث ذلك. في الحقيقة فإنني أترك الجهاد الإسلامي، ولكنني سأواصل خدمة الشعب الفلسطيني في شتى المجالات وفي جميع الطرق التي أستطيع انتهاجها. وتابع المراسل الصهيوني مزاعمه استنادا إلى مصادر فلسطينية، أن استقالة الشيخ الشامي من الحركة يعتبر تتويجا للأزمة الحادة التي تعاني منها حركة الجهاد الإسلامي في السنوات الأخيرة، خصوصا في قطاع غزة. وزعم الصحافي الصهيوني أيضا أنه في الفترة الأخيرة، وبموجب أوامر أصدرتها قيادة الحركة في الخارج قلصت صلاحيات الشيخ الشامي، كما أن الميزانيات التي كانت ترصد له توقفت بتاتا، بالإضافة إلى ذلك فقد قررت قيادة الجهاد الإسلامي في الخارج إغلاق جميع المؤسسات الصحافية التي كان يديرها الشيخ الشامي في قطاع غزة بواسطة الأموال التي كان يتلقاها من الخارج. وزعمت هآرتس أن قمة الخلاف بين الشيخ الشامي وبين قيادة الجهاد الإسلامي وصلت بعد أن أقيل من منصب الناطق الرسمي بلسان الحركة، وقامت القيادة بتعيين خالد البطش مكانه. يشار إلى أن الشيخ الشامي، وهو مدرس، كان أحد رموز انتفاضة أطفال الحجارة عام 1987, واعتقل من قبل الاحتلال، وفي العام 1992 كان من بين المبعدين إلى مرج الزهور في لبنان، كما تم اعتقاله وسجنه عدة مرات في سجون الاحتلال، وأيضا تم اعتقاله وسجنه من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية. على الصعيد السياسي جدد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التزامه بخطة السلام المعروفة باسم خريطة الطريق في رسالة سلمها إلى اجتماع اللجنة الرباعية المقرر عقده على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.وأطلع عرفات ممثلي اللجنة برام الله أثناء اجتماعه بهم أول أمس على الوضع المتدهور والخطير في الأراضي الفلسطينية، مطالبا إياهم بالعمل على إنهاء هذا الوضع. وفي المقابل تعهد رئيس الوزراء الصهيوني شارون بعدم تقديم أي تنازل في أي تسوية مع الفلسطينيين بشأن ما سماه أمن إسرائيل. ومعلوم أن عرفات سبق وأن صرح بأن خريطة الطريق ولدت ميتة على إثر استعمال الولاياتالمتحدة لحق النقض الفيتو الأسبوع الماضي, ضد قرار تولته المجموعة العربية في الأممالمتحدة يحمي عرفات من الهجمة الصهيونية الشرسة. أ.ح