قال مسؤول رفيع المستوى في الأممالمتحدة أمس إن تفجير مقر المنظمة في بغداد الثلاثاء الماضي أثار حرجا كبيرا لقوات التحالف البريطانية الأمريكية التي تؤكد أنها تعمل على إرساء الأمن في البلاد. وقال في مؤتمر صحافي عقده في عمان أمس، وتحدثت عنه فرانس برس أمس، إن التفجير "أثار حرجا كبيرا للولايات المتحدة، فهو يدحض ادعاءاتها بشأن جهود فرض الأمن والقانون في البلاد وأن الأمور تسير على ما يرام". وأضاف أن التفجير "يثير مجددا قضية أن قوات تحالف جيوش عدد محدود من الدول التي ربحت الحرب عاجزة حتى الآن عن إدارة السلم". وأعرب المسؤول في المنظمة الدولية عن أمله في أن تكون التقارير (الأمريكية) التي أشارت إلى احتمال تورط حراس عراقيين في التفجير خاطئة. وكان مسؤول في الأممالمتحدة قد قال لوكالة فرانس برس أواخر الأسبوع الماضي إن حراسا عراقيين في المبنى ساعدوا المخططين في تنفيذ اعتدائهم. وقال براون إن "ادعاء وجود زملاء أعطوا معلومات قادت إلى مقتل زملاء آخرين يثير قلقا كبيرا، لذلك نأمل أن تكون هذه الرواية غير صحيحة". وقد أجلت الأممالمتحدة من بغداد إلى عمان 250 من موظفيها ال600 في مقرها في العراق، منذ التفجير الذي أودى بحياة 23 شخصا بينهم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو، وأدى إلى جرح حوالى مائة آخرين. وشدد المسؤول في الأممالمتحدة على أن المنظمة الدولية ستتابع تقدير الوضع الأمني في العراق قبل أن ترسل مجددا موظفيها إلى البلاد. وقال >كلنا نقر بأن علينا أن ننفذ انسحابا حذرا في الوقت الحالي، لكننا جميعا ملتزمون بالبقاء في العراق والعمل بكل إمكاناتنا". وكانت بيانات المقاومة العراقية قد نفت في وقت سابق استهدافها للمقر الأممي، في الوقت الذي أكدت فيه بعض التحاليل لمسؤولين عراقيين تحدثت التجديد عنهم في الأعداد القليلة الماضية أن المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني يقفان وراء الاعتداءات الإرهابية التي ضربت المقر الأممي في بغداد، في محاولة لتخفيض نسبة التدخل الأممي في الشأن العراقي، خاصة بعد أن عبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق الراحل دي ميلو ساعات قبيل مقتله عدم رضاه عن الطريقة التي يتعامل بها الاحتلال الأمريكي مع المواطنين العراقيين، والتي وصفها بالمذلة. على صعيد متصل، أعلنت وكالات الأنباء أمس أن الأصوات المطالبة بدور أكبر للأمم المتحدة في العراق ونشر مزيد من القوات الأمريكية قد تصاعدت، غير أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد قال إن مستويات القوات الأمريكية في العراق كافية. وتلقي الولاياتالمتحدة، التي تنشر أكثر من 136 ألف جندي في العراق إلى جانب 20 ألف جندي من بريطانيا ودول أخرى (إسبانيا بولندا بلغاريا...) مسؤولية الهجمات على قواتها وأهداف أخرى على أتباع صدام والمجاهدين العرب. ورغم تركز الهجمات في المناطق الواقعة شمالي وغربي بغداد، إلا أن التوتر يتصاعد أيضا في جنوب العراق، الذي تقطنه الأغلبية الشيعية. كما أن التوتر بين الأكراد والتركمان في شمال العراق ازداد، وشهدت المنطقة مواجهات مسلحة الأسبوع الماضي أدت إلى مقتل أكثر من 12 شخصا في مدينة كركوك النفطية وحولها. يشار إلى أن أربعة جنود أمريكيين لقوا مصرعهم إثر إطلاق رجال من المقاومة العراقية أمس قذائف على سيارتين عسكريتين في منطقة الحويجة بمدينة كركوك شمال العراق مما أدى إلى تدميرهما. وقد أعلن جيش الاحتلال الأمريكي حسبما أعلنته فرانس برس أمس أن قواته داهمت خلال الليل العديد من المنازل في منطقة المثلث السني الواقعة شمال وغرب العاصمة العراقية بغداد التي تشمل تكريت، في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات في شمال وجنوب العراق. وقالت فرقة المشاة الأمريكية الرابعة إن المئات من جنودها أغاروا على منازل حول منطقة الخالص شمال العاصمة العراقية واحتجزوا عددا من المواطنين العزل. كما شنت القوات الأمريكية عشرات الغارات على المناطق القريبة من بغداد، خاصة تكريت، بحثا عن صدام وأتباعه وأفراد المقاومة العراقية الذين نجحوا في قتل عشرات الأمريكيين تجاوز عددهم المائة منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش إنهاء العمليات العسكرية الرئيسية في أول ماي الماضي، حسب الأرقام الأمريكية المعلنة. أ.ح