افتتحت جامعة المعتمد بن عباد أولى ندواتها مساء أول أمس الإثنين بأصيلة عبر مناقشة موضوع أوربا وأمريكا والإسلام، حيث أجمع المشاركون على ضرورة تحديد المفاهيم وضبط المصطلحات، حتى لا يتم الخلط بين الإرهاب والإسلام، داعين إلى العمل على تقريب المسافات بين الثقافات عن طريق الحوار التفاعلي لإثراء الحضارة الإنسانية المشتركة. وأوضح أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى، خلال افتتاح الندوة، أن المنطلقات التي حدت بالمؤسسة إلى اختيار هذا الموضوع بالذات، رغم تعدد المقاربات التي تناولته من قبل، تكمن في الرغبة في التوصل إلى مقاربة جديدة قائمة على الفرز بين وجهة النظر الأوربية ووجهة النظر الأمريكية في التعامل مع العالم الإسلامي. وقال بن عيسى إن العالم الآن يعيش فترة نقلة حضارية تعلن نهاية النهضة الأوربية وبداية النهضة الأمريكية، كما كانت نهاية النهضة العربية الإسلامية وبداية النهضة الأوربية، مشيرا إلى أن هذه المتغيرات وخاصة مع ما شهده العالم بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر أصبحت تطرح علامة استفهام كبيرة حول ماذا بعد حضاريا، ثم ماذا بعد في إطار العلاقات والتوازنات الدولية بعد 11 شتنبر. ومن جهته أشار عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو إلى أن هذا اللقاء، الذي يجمع نخبة من قادة الفكر والرأي في شتى المجالات، يعكس قوة الضمير ورجاحة العقل واستعداد الأسرة الدولية الممثلة في هذه الصفوة لأداء دورها في مجال الصدع بالحقيقة التي لاينبغي أن تحجب والجهر بالرأي الحكيم في شؤون العالم خاصة، فيما يشهده عالمنا من تطورات ينفلت زمام بعضها ويجنح عن طريق العدل والسلام. وأكد أن تقوية وشائج التقارب والتعارف بين هذه الباقة من المفكرين والأدباء والفنانين والمثقفين والاعلاميين يعد هدفا نبيلا يستحق العمل من أجله، داعيا إلى إصدار نداء عن موسم أصيلة الثقافي يوجه إلى الضمير العالمي ويناشد دول العالم كافة التشبث بأحكام القانون الدولي والأحكام إلى المبادئ الإنسانية، ويهيب بها للعمل في إطار جهود دولية مشتركة لضمان تطبيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان دون تمييز. وقال التويجري إن إشاعة ثقافة العدل والسلام هو مسؤولية الجميع ولن يتحقق ذلك على الوجه المطلوب إلا في نطاق القانون الدولي، بحيث لايسود قانون القوة الذي يبطش بالإنسان وإنما تسود قوة القانون التي تحمي الإنسان من العدوان. ومن جانبها أكدت سفيرة بلجيكا في المغرب كريستين فونيس نوبن أن الإسلام بات يشكل جزءا مكونا للحضارة الأوربية، ولذا على أوربا أن تفكر في أن تتوسع جنوبا، كما تعمل على التوسع شمالا وشرقا. ودعت، في هذا السياق، إلى التركيز على القواسم المشتركة حتى لو كانت هناك منظومات ثقافية مختلفة، موضحة أهمية الاستفادة من الثروة الثقافية ومن التأثير والتأثر في ظل التسامح لإغناء الحضارات وإثرائها. واعتبرت نوبن أن أوروبا بحاجة من أجل تجديد حضارتها التي باتت تعاني من الشيخوخة إلى سن سياسة خاصة بالهجرة تتسم بالأريحية وإلى النظر إلى المهاجرين على أنهم عناصر إثراء وليسوا مصدر قلق للمجتمع الأوربي. و م ع