أعلنت صحيفة الوطن السعودية أمس أن مصدرا عسكريا وثيق الصلة بوزارة الدفاع الهولندية كشف لها عن تفشى فيروس غامض بين القوات الهولندية في العراق والمتمركزة في منطقة المثنى جنوب العراق. وأكد المصدر في تصريحه للصحيفة السعودية أن الأعراض ظهرت أولا على أحد الجنود وتمثلت في حالة إعياء تام وعدم قدرة على الحركة وارتفاع في درجات الحرارة المصحوبة بالإسهال والقيء مع حكة في الجلد وظهور بقع داكنة اللون. وسرعان ما انتشرت بين 120 ضابطا وجنديا من الجنود الهولنديين هناك البالغ عددهم 1100 جندي مما أثار حالة من الذعر بينهم. وأكد المصدر الهولندي أنه تم نقل عدد من المصابين إلى المستشفيات في المنطقة للعلاج فيما قامت البعثة الطبية الهولندية بأخذ عينات من الدم والأمعاء وتحليلها وإرسال عينات أخرى إلى معامل بهولندا للتوصل إلى سبب الإصابة. وأشار المصدر إلى أن البعثة الطبية بالعراق تبحث حاليا في احتمالات الإصابة نتيجة عوامل جوية أو تلوث مناخي بأي فيروسات أو مواد بيولوجية أو لتلوث الأغذية أو مياه الشرب مشيرا إلى عدم تحمل أجسام الجنود للحرارة المرتفعة بجنوب العراق غير أنه أوضح أن الإصابة قد تكون غير خطيرة ولكن تحتاج لوقت طويل لعلاجها. وكانت أمراض غريبة قد ظهرت أعراضها بين القوات الأمريكية والبريطانية بالعراق قبل أسبوعين يتم التحقق منها، ولم تستطع قيادة الاحتلال الأمريكية البريطانية الحديث عنها خشية أن تزداد نفسية جنودها تدهورا بسبب عمليات المقاومة، وبسبب الحر الشديد. على صعيد متصل وصف وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أمس الرئيس العراقي المخلوع بأنه نفاية تنتظر جمعها، لكنه على غرار الرئيس بوش امتنع عن التكهن بالوقت الذي قد يستغرقه عثور القوات الأمريكية عليه، مشيرا إلى أن لديه الثقة بأنه سيقع في النهاية في أيدي الأمريكيين. وقال الوزير الأمريكي إن صدام حسين لم يعد يشكل نبأ مزعجا بل إنه نفاية تنتظر جمعها مؤكدا أن الخناق يضيق عليه كل يوم. وكان بوش قد قال في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض قبل يومين لا أعرف ما إذا كنا اقتربنا من إلقاء القبض على صدام حسين أم لا، لكن لا شك أننا أقرب من الأمس، وكل ما أعرفه أننا نبحث عنه. وأوضح أن الولاياتالمتحدة لديها خطة لإبدال قواتها التي حاربت في العراق، مشيرا إلى أنه ستكون هناك آليات مختلفة للعمل في العراق. وكرر بوش التأكيد على أن صدام حسين كان يمثل تهديدا، مضيفا أن الحقيقة ستنجلي بشأن احتمال امتلاك نظام صدام أسلحة دمار شامل. وأكد أن المعلومات التي حصل عليها التحالف الأمريكي البريطاني عن هذه الأسلحة كانت جيدة، قائلا إنه يتحمل المسؤولية عن كل ما يقول. في السياق ذاته قتل جندي أمريكي وجرح اثنان آخران جروحا بليغة في هجوم بالأسلحة الصغيرة على موقعهم في شمال شرق بغداد حسبما أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية. وقال متحدث باسم القيادة الأمريكية إن جنودا أمريكيين من فرقة المشاة الرابعة تعرضوا للهجوم وردوا بإطلاق النار على المهاجمين مما أدى إلى إصابة أربعة منهم على الأقل. ووقع الهجوم على مسافة 40 كيلومتر من مدينة بعقوبة التي شهدت مجموعة من الهجمات على القوات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة. وبهذا يرتفع عدد القتلى من الجنود الأمريكيين منذ إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية في العراق في الأول من ماي الى أكثر من 80 قتيلا، من بينهم 18 في الأسبوعين الأخيرين. أما إجمالي عدد القتلى الأمريكيين منذ بدء الحرب في العراق فيصل إلى 185 جنديا حسبما أوردته بعض وسائل الإعلام الغربية أمس. ومعلوم أنه على الصعيد السياسي أكد رئيس مجلس الحكم الانتقالي إبراهيم الجعفري إن مطلع الأسبوع المقبل سيشهد البدء في تشكيل حكومة عراقية، ولم يحدد الجعفري في حديثه مع قناة الجزيرة الفضائية أول أمس المدة التي تستغرقها هذه العملية. ويتوزع أعضاء الهيئة الرئاسية بين خمسة من الشيعة واثنين من السنة واثنين من الأكراد، ولمجلس الحكم سلطة تعيين الوزراء وعزلهم وإقرار ميزانية العام 2004 وتحديد سياسات الإصلاح الاقتصادي والانتخابي، لكن الكلمة الأخيرة تظل للحاكم الأمريكي في العراق بول بريمر. أحمد حموش