قال عدد من الفاعلين المدنيين في حديث ل«التجديد» معهم، إن علمانيي المغرب يتحركون خارج التاريخ ولا قراءة عميقة لهم لقيم المجتمع المغربي وثوابته، ويرى الفاعلون أن مطالب أولئك العلمانيين تخالف دستور المملكة المغربية، الذي صوت له المغاربة وحدد الإسلام دينا للدولة، وأنه غير قابل للمراجعة، وقالوا إن الأسرة هي الخلية الأساس له، وأن لا علاقة جنسية خارج القانون، فضلا عن كون المجتمع يرفضهم ومتأهب للدفاع عن قيمه وحضارته. وكانت ندوة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عقدت السبت الماضي بالرباط، طالب المشاركون فيها بعلمنة الدولة وضمانها لكافة الحقوق الفردية ومنها الحرية الجنسية وحرية الاعتقاد وحرية تملك الجسد إلى جانب الحق في الإجهاض والإفطار العلني في رمضان. و قال عبد المالك زعزاع، الكاتب العام لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان «إذا كان لهؤلاء الناس الجرأة فليعبئوا سياسيا لمطالبهم، فهم غير قادرين على ذلك، لأن الشعب المغربي حسم في اختياراته السياسة والدستورية». وأضاف المحامي والمناضل الحقوقي، أن مطالبهم مردودة عليهم لأنهم يتحدثون عن حقوق الإنسان في إطار غربي ليبرالي، وليس حقوق الإنسان في العالم الإسلامي، كما ينبغي أن يكون عليه الأمر. وأكد زعزاع، على أن مواثيق دولية مختلفة، نصت بوضوح على ضرورة احترام خصوصيات الشعوب ومقوماتها الحضارية، ومنها ما هو عقائدي مرتبط بالأسرة، وقال إن ما يؤطر كل هذا النقاش، هو المقتضيات الدستورية التي نصت على كون الإسلام هو دين الدولة ولا يمكن مراجعته «وعليه فجميع النصوص القانونية يجب أن تتلاءم مع المقتضيات الدستورية وكذلك الكونية، ما لم تصادم مقومات الخصوصية المغربية». من جهتها، قالت كنزة الغالي، البرلمانية عن حزب الاستقلال وعضو لجنته المركزية، إن المغاربة لن يقبلوا هذا المسخ، وأن دعاة الإفطار العلني والحرية الجنسية والعقدية ليسوا سوى أقلية مغتربة ، ولا وجود فعلي لها على أرض الواقع، مؤكدة أن مطالبهم تتنافى والدستور المغربي وأن المغاربة لن يقبلوا استفزازاتهم، داعية إياهم إلى ممارسة أمورهم في صمت وألا يشيعوا الأمر في المجتمع. في ما قالت بثينة قروري، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، إن هذه الدعوات معزولة وخارج السياق، لكون الشعب المغربي قد حسم اختياراته على هذا المستوى بالتصويت على دستور 2011 وباختياره السياسي والانتخابي أيضا. قروري، أكدت أن علمنة الدولة مطلب بعيد المنال وأن المطالبين به ليست لهم قراءة تاريخية وفهم عميق لبنية الدولة والمجتمع المغربيين، كما قالت بأن هذا التيار لن يذهب بعيدا، لأنه سيلقى التصدي من طرف المجتمع المغربي.