السلام عليكم إخوتي، أن يكون للواحد منا مستشار أمين خبير يشير عليه في أموره ويوجهه للسبيل الأمثل الأحسن،شيء طيب عجيب ونعمة كبيرة، ويكون بذلك محظوظاً، لكن الأعجب والأعظم من ذلك أن تجعل الله العليم الخبير الذي يعلم والسر وما تخفي الصدور، مستشاراً لك تطلب منه أن يختار لك عندما تعجز بصفتك عبداً يلازمك النقص والعجز في الإختيار، فيختار لك وييسر لك سبل ما اختاره لك، فيا له من شرف ورفعة أن تُوكل الله ليختار لك عندما تدفع بالعجز في التقدير والتفكير والعجز عن الإنجاز والتدبير، فتدخل مع الله في مشورة وتسليم تام تروم منه أن يختار لك، وهذا هو جوهر ومعنى دعاء الإستخارة، فعن جابِرٍ رضيَ اللَّه عنه قال : كانَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ في الأُمُور كُلِّهَا كالسُّورَةِ منَ القُرْآن، يَقُولُ إِذا هَمَّ أَحَدُكُمْ بالأمر ، فَليَركعْ رَكعتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفرِيضَةِ ثم ليقُلْ:«اللَّهُم إِني أَسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأستقدِرُكَ بقُدْرِتك، وأَسْأَلُكَ مِنْ فضْلِكَ العَظِيم ، فإِنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ ، وتعْلَمُ ولا أَعْلَمُ ، وَأَنتَ علاَّمُ الغُيُوبِ . اللَّهُمَّ إِنْ كنْتَ تعْلَمُ أَنَّ هذا الأمرَ خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي» أَوْ قالَ: «عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِله ، فاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فِيهِ ، وَإِن كُنْتَ تعْلمُ أَنَّ هذَا الأَمْرَ شرٌّ لي في دِيني وَمَعاشي وَعَاقبةِ أَمَرِي » أَو قال: «عَاجِل أَمري وآجِلهِ، فاصْرِفهُ عَني، وَاصْرفني عَنهُ، وَاقدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ، ثُمَّ رَضِّني بِهِ » قال: ويسمِّي حاجته. رواه البخاري. فاللهم لقد بارت حيلنا وضاقت سبلنا وسقط تدبيرنا، فدبر لنا فإننا لا نحسن التدبير واهدنا لعفوك و رضاك يا رب العالمين.. وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله..