اختتمت يوم السبت 9 يونيو 2012 بمراكش أشغال الدورة الرابعة عشر للمجلس العلمي الأعلى، بالإعلان عن انتهاء لجنة إحياء التراث الاسلامي التابعة للمجلس لعملها بخصوص مشروع تحقيق كتاب الموطأ حسب ما أكده محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى خلال الجلسة الختامية التي حضرها وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق. وشدد يسف على الدور الكبير الذي تلعبه مؤسسة العلماء، في نشر المبادئ والقيم الدينية السليمة من خلال تنشيط الحياة الدينية وضمان الأمن الروحي للمغاربة وحراسة الثوابت الدينية، وعلى ضرورة الاهتمام بالتعليم الشرعي الذي يضمن للأمة أن تبقى متماسكة بقوتها الدينية والتي لا ملاذ لها منها عندما تتعرض للخطر، موضحا في هذا الصدد أن التعليم الشرعي يعتبر سفينة النجاة التي تقطع بها الأمة المخاطر المحدقة بالمجتمع. ويعرف عن مشروع تحقيق الموطأ أنه أطلق بأمر من الملك محمد السادس سنة 2005 في أول دورة للمجلس العلمي. وعلمت التجديد أن اللجنة المكلفة به، وبعد سبع سنوات من العمل المتواصل، ستدفع مشروعها إلى الطبع بعد مراجعات أخيرة وتقديمه للملك، ويهدف العمل إلى تحقيق الموطأ على المخطوطات المغربية تحقيقا علميا رصينا يستدرك ما فات الطبعات الأولى، إذ وقفت اللجنة على مخطوطات نفسية جدا، وسيكون عملها بمثابة إنجاز كبير يعم خيره المغرب وكل البلاد الاسلامية. وخلال دورة مراكش عملت 9 لجان منها لجنة الهيئة العلمية للإفتاء ولجنة إحياء التراث الإسلامي وهي من اللجن الدائمة إضافة إلى سبع لجان قطاعية أخرى، وعلى مدى يومين على دراسة عدد من القضايا ومناقشة حصيلتها وتقديم تقاريرها ومدى تفعيلها للدورة الماضية. وجددت الدورة الدعوة إلى إشراف المجلس العملي الاعلى على مؤسسات التعليم الشرعي بما في ذلك مؤسسات التعليم العتيق حيث توجد محاضن العلم وتخريج العلماء، بعدما كانت قد بدأت ذلك خلال الدورة 13 بوجدة سنة 2011. واشتغلت لجنة الهيئة العلمية للإفتاء على طلبات الفتوى التي ترد عليها في قضايا مستجدة، ووعدت المجلس بتنظيم مجموعة من الندوات والمحاضرات، كما استعرضت البحوث الفقهية التي وردت عليها في هذا المجال وأعدها أعضاء اللجنة. وعملت لجنة المجلس العلمي لأوروبا على قضايا المهاجرين من الناحية الدينية، مستعرضة عملها خلال الفترة السابقة وأسلوب عملها، كما خصصت لجنة برنامج العمل السنوي وقتها لتحيين الوثيقة السنوية التي تتضمن البرنامج السنوي للمجالس المحلية، والتي تحين بتنقيحها بكل جديد وبخلاصات التجارب الرائدة. وعملت لجنة التأطير على متابعة ملف ميثاق العلماء، وهو مشروع ضخم، من خلال الاعداد وتجهيز الدروس واعتماد الكتب المقررة والتي سوف يشتغل عليها المؤطرون في كل المواد حديثا وفقها وغيرهما خلال الستة اشهر القادمة. أما لجنة ترشيد الوعظ والإرشاد والكراسي العلمية فعملت على تتبع الكراسي العلمية التي انطلقت في عدد من المدن وبثها في القناة السادسة، ودعت إلى تعميم تجربة الكراسي العلمية بشروط الجودة ، ذلك أن الكراسي العلمية تلقى بها دروس علمية محضة تحصيلية ودقيقة بمتون معتبرة في الشريعة والمذهب ويتتبعها عدد من الطلبة.