ناقشت «المولدات» المشاركات في المؤتمر الوطني الأول للجمعية الوطنية للقابلات في المغرب،الذي نظم أيام الجمعة والسبت وأمس الأحد بالدار البيضاء، كل القضايا التي تهم مهنة «القابلة» وبحث سبل تثمينها وتطويرها. كما أبرزت المشاركات في المؤتمر الذي نظم تحت شعار «قابلة، لاعبا رئيسيا في تعزيز صحة الأم والطفل»، المشاكل التي تواجهها القابلات، ما يتعلق منها بظروف العمل القاسية التي يشتغلن فيها وخاصة في بعض المناطق النائية و الحضرية وكذا غياب الإطار القانوني الذي يؤطر المهنة، وضبط حقوق وواجبات القابلة التي مازالت تعيش التهميش وتردي هيكلة مهنتها وخاصة في صفتها الطبية. و شددت المشاركات على ضرورة إعادة الإعتبار إلى مهنة القابلة وحمايتها قانونيا. وأكدت رشيدة فاضل رئيسة الجمعية الوطنية للقابلات بالمغرب في تصريح ل «التجديد»، على أن المؤتمر يأتي في إطار التواصل الوظيفي و المهني للقابلات، وهي فرصة - بحسبها- للاهتمام بجوانب تخص القضايا المهنية للقابلات بالمغرب، ودعم المصالح المهنية للقابلات الممارسات سواء بالقطاع العام أو الخاص أو الشبه العمومي.لاسيما أن مهنة القابلة تحتاج إلى تقنين، لأن ظهير 1960 الذي هو في الأصل مستمد من قانون 1945، أصبح متجاوزا في هذه الألفية، ولا يساير التقدم العلمي و التكنولوجي الذي يعرفه الميدان. وأشارت فاضل إلى أن المهنة تعاني فراغا قانونيا ليس في مصلحة «المولدة» وليس في مصلحة المرأة، مشددة على أن «القابلة» في ظل هذا الفراغ القانوني تؤدي ضريبة اختلالات المنظومة الصحية بالمغرب، و قالت «إذا بقي عندنا جهاز نمسح فيه كل أخطاء المنظومة الصحية فلن نجد الحلول». وأكدت رئيسة الجمعية الوطنية للقابلات بالمغرب، على أن المؤتمر الأول للجمعية التي تأسست في يناير سنة 2011، سيخرج بتوصيات في اتجاه إخراج القانون المنظم وهيئة للمهنة. مشددة على أن مهنة القابلة ترتبط ارتباطا وثيقا بصحة الأم والطفل، ودورها ساسي ومهم لا غنى عنه حتى في ظل وجود الطبيب أو الطبيبة. وتميز هذا الحدث، بمناقشة العديد من الموضوعات ذات الصلة بمهنة «القابلة» وتعزيز صحة الأم والطفل، إضافة إلى أنشطة رياضية على شكل المشي خصصت للنساء الحوامل والقابلات تحت شعار «يدا بيد، القابلات والنساء والسير معا من أجل أمومة». وكان الهدف الرئيسي من هذا النشاط، هو تركيز الاهتمام لدى جميع الفئات الاجتماعية وتعريف لعامة الناس بدور «القابلة» في محاربة وفيات الأمهات والأطفال الرضع. والتأكيد على الحاجة لتعزيز مهنة «القابلة» لضمان حصول النساء الحوامل على الرعاية الصحية على أفضل وجه ممكن خلال فترة الحمل والولادة وما بعد الولادة. هذا، وتسعى الجمعية من خلال الأهداف التي سطرتها، الحفاظ على مستوى عال للشهادات المسلمة من لدن وزارة الصحة، وتشجيع البحث في الميدان المهني للقابلات، والعمل على إعادة تأسيس هيئة القابلات، وعلى إحداث نظام أخلاقيات المهنة، والانضمام إلى كل منظمة وطنية أو جهوية أو دولية تسعى لتحقيق نفس الأهداف. للإشارة، فقد سجل عدد القابلات المغربيات زيادة ملموسة، إذ انتقل من 1400 قابلة سنة 2008 إلى حوالي 3000 قابلة حاليا على المستوى الوطني.