المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    ارتفاع رقم معاملات السلطة المينائية طنجة المتوسط بنسبة 11 في المائة عند متم شتنبر    إيداع "أبناء المليارديرات" السجن ومتابعتهم بتهم الإغتصاب والإحتجاز والضرب والجرح واستهلاك المخدرات    بلومبرغ: زيارة الرئيس الصيني للمغرب تعكس رغبة بكين في تعزيز التعاون المشترك مع الرباط ضمن مبادرة "الحزام والطريق"    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الرباط.. إطلاق معرض للإبداعات الفنية لموظفات وموظفي الشرطة    بوريطة: الجهود مستمرة لمواجهة ظاهرة السمسرة في مواعيد التأشيرات الأوروبية    اللقب الإفريقي يفلت من نساء الجيش    منتخب المغرب للغولف يتوج بعجمان    ‬النصيري يهز الشباك مع "فنربخشة"    الجمارك تجتمع بمهنيي النقل الدولي لمناقشة حركة التصدير والاستيراد وتحسين ظروف العمل بميناء بني انصار    عبد الله بوصوف.. النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام    نهضة بركان يتجاوز حسنية أكادير 2-1 ويوسع الفارق عن أقرب الملاحقين    عمليات تتيح فصل توائم في المغرب    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة        المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء    التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي    اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور        قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذكرى التاسع لتفجيرات 16 ماي .. جرح لم يندمل ووعود ظلت حبرا على ورق
نشر في التجديد يوم 16 - 05 - 2012

تسع سنوات مرت على تفجيرات 16 ماي 2003، ما عاشت على إيقاعه الدار البيضاء تلك الليلة كان مختلفا واستثنائيا، 4 اعتداءات استهدفت خمس أماكن (فندق فرح، قنصلية بلجيكا، مدخل مقبرة يهودية، نادي للطائفة اليهودية، مطعم دار إسبانيا)، مخلفة 45 قتيلا وعشرات الجرحى ومئات المعتقلين لايزال العديد منهم وراء أسوار السجون، تسع سنوات مرت، ما تزال بعض آثارها تفرض تحدياتها السياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية.
وبلغ عدد المقدمين على خلفية الأحداث الأليمة منذ 2003 وإلى غاية 25 أكتوبر 2011 حوالي 2300 متهما، تمت متابعة 2195 منهم، أدين منهم 1708 فيما لازالت ملفات 164 منهم رائجة سواء أمام قضاء التحقيق أو غرفتي الجنايات الابتدائية أو الاستئنافية، وذلك حسب إحصائيات تقريرية رسمية لمديرية الشؤون الجنائية والعفو بوزارة العدل لسنة 2011 حصلت عليها «التجديد».
وفي أول بادرة ل»مصطفى الرميد»، وزير العدل و الحريات، رئيس منتدى الكرامة السابق، ومحامي مجموعة من المعتقلين على خلفية ملف «السلفية الجهادية» لحلحلة هذا الملف، تقدم «الرميد» بطلب الإفراج عن المشايخ الثلاث (حسن الكتاني، ومحمد عبد الوهاب رفيقي، وعمر الحدوشي)، حيث تنفس هؤلاء الحرية بعفو ملكي بمناسبة عيد المولد النبوي يوم السبت 4 فبراير 2012.
ومباشرة بعد الإفراج عنهم، راسل المشايخ الثلاثة رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران من أجل تذكيره بباقي المعتقلين المتابعين في ما يعرف بملف «السلفية الجهادية»، كما التمسوا منه التدخل من أجل تحسين الأوضاع التي تعرفها السجون.
بعد تسع سنوات، وما يعرفه المغرب من حراك شعبي صار لزاما أن تمتلك الجهات المعنية بهذا الملف الوضوح المستقبلي لهذا الملف، وتسويته بما يليق بالمرحلة.
**********
ضحايا التفجيرات في انتظار التعويضات
ما تزال المعاناة هي العنوان العريض ليوميات ضحايا الحادث من ذوي العاهات المستديمة، وعائلات المتوفين منهم، ولا تزال تبعات تلك المأساة ترخي بظلالها على معيشهم اليومي، لازال بعضهم يرقد مشلولا على سرير المرض، فيما يحاول آخرون التعايش مع عاهتهم المستديمة..على أمل الإسراع في تعويضهم.
أكد «مصباح» أحد الضحايا الذين فقأت شظايا المتفجرات عينه، أنه بالرغم من مرور تسع سنوات، لازال ملف تعويض ضحايا تلك الفاجعة في انتظار، مستمرين في الجلوس في طابور الانتظار، مشددا في تصريح ل»التجديد» أن بعض المؤشرات كانت تدفع في اتجاه تعويضهم أخيرا، حيث تم الإعلان عن خبرة طبية سيتم التعويض على خلفيتها، لكن تلك النداءات ظلت بدون تفعيل.
معاناة اختارت سعاد الخمال رئيسة جمعية «ضحايا 16 ماي»، أن تودع بعضا منها في تجربة شخصية، وهي تبث صور المأساة التي عاشتها، قبل وبعد الفاجعة التي راح ضحيتها زوجها المحامي وابنها، بين دفتي كتاب كان عنوانه «قبل الأوان».
وربما تكون هي صورة المعاناة التي تحاصر جل الضحايا الذين نجوا من الحادث، بين مستشفيات وعلاجات بشتى أنواعها، في ظل الظروف المادية الصعبة والتكاليف المالية الباهظة للعلاج، إضافة إلى ما أسموه ب «تجاهل» المسؤولين لهم، كونهم لم يحصلوا على أي تعويض حتى اللحظة من أي جهة، الصفحة الأكثر سوادا والأعمق ألما مما تختزنه ذاكرتهم عن الفاجعة التي انتزعت الراحة النفسية للعديد منهم.
********
آمال وخيبات المعتقلين
عرف ملف «السلفية الجهادية»جدلا سياسيا وحقوقيا كبيرا حول مدى توفر ضمانات المحاكمة العادلة والنزيهة، قابلته دعوات لفتح أبواب الحوار مع هؤلاء المعتقلين وإيجاد آليات بديلة وناجعة لمعالجته، وفي هذا الإطار، يرى محمد ضريف، الباحث في الحركات الإسلامية، أن الكل يعلم الظروف والملابسات التي أفضت إلى اعتقال المئات ممن وصفوا بأنهم سلفيون يقفون وراء تلك الأحداث الدامية، وهو ما خلف ردود فعل من قبل القوى السياسية والحقوقية بالمغرب في اتجاه التعاطي مع الملف.
وأوضح «ضريف» في تحليله للأحداث على أن هذا الملف عرف بعض التحفظات فيما يتعلق بطريقة الاعتقال، وأخرى عن المحاكمات، وأصوات حقوقية وسياسية تطالب بتدبير الملف بشكل مغاير، وكانت النتيجة ظهور مقاربتين، الأولى رسمية تسير في اتجاه اتخاذ العفو الملكي كآلية وحيدة لحل الملف، والثانية تنادي بضرورة اعتماد مقاربة تصالحية.
واستدرك «الظريف» قائلا، إن الحراك الشعبي الذي عرفه المغرب منذ 2011 شكل انفراجا كبيرا في العلاقة مع السلفيين المعتقلين بدءا بمبادرة 14 أبريل 2011، حيث استفاد مجموعة منهم بعفو ملكي بمبادرة من المجلس الوطني لحقوق الإنسان (عبد الكريم الشاذلي و محمد الفيزازي)، وهو ما اعتبر مؤشرا إيجابيا في تعاطي الجهات المعنية مع هذا الملف-يؤكد المتحدث- أن تصدر حزب العدالة و التنمية الانتخابات وقيادتهم للحكومة ترك أيضا آمالا كبيرة أسفرت عن توجه عائلات بعض المعتقلين إلى وزير العدل و الحريات من أجل الذهاب بعيدا لطي الملف بشكل نهائي، وكانت المبادرة الثانية واضحة باستفادة ثلاثة شيوخ من العفو الملكي بمناسبة عيد المولد النبوي من هذه السنة.
العفو الملكي
فتح الإفراج عن المشايخ (أبو حفص، الكتاني، الحدوشي)، وقبلهم محمد الفيزازي الذي طالب منذ خروجه من السجن بعفو ملكي أيضا بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية هذا الملف، آمالا لمن تبقى خلف الأسوار، وآمال عائلاتهم، لكن مضت شهور على العفو الأخير دون أن تبادر الدولة بأي رد فعل، وفي هذا الإطار، يؤكد «محمد ضريف»على أن هذا الملف محكوم بالعديد من الاعتبارات منها ما هو سياسي، ومنها ما هو أمني وبالتالي لا يمكن الإعتقاد -حسب ضريف»-أنه من السهل تدبيره، ووزير العدل و الحريات كان واضحا منذ البداية عندما دعا السلفيين إلى طلب العفو الملكي، وهو ما يفيد بأن الحكومة في آخر المطاف لا تمتلك القرار النهائي على اعتبار أن طي الملف من بين القرارات الاستراتيجية التي يرجع فيها الاختصاص إلى المؤسسة الملكية-يوضح ضريف.
ملف المصالحة
منذ سنوات مضت، كانت بعض الأصوات تنادي بضرورة المصالحة وفتح حوار داخل السجون مع المعتقلين على خلفية هذا الملف الشائك، فيما ارتأت أصوات أخرى ضرورة اعتماد مقاربة شمولية تحترم المعايير الكونية لحقوق الإنسان، وتبحث في عمق ظهور ما يسمى ب»الإرهاب» بالمغرب..وكان الحسم حينذاك بإعلان وزير الداخلية السابق شكيب بنموسى بآلية
العفو الملكي كوسيلة وحيدة لحل الملف، نفس المنحى أكد عليه وزير العدل و الحريات، مصطفى الرميد حين قال إن «العفو الملكي هو السبيل الوحيد أمام المعنيين بعد صدور حكم قضائي في حقهم».
هذا الطرح، أيده الباحث محمد ضريف مشددا على أنه المخرج الوحيد لطي ما تبقى من هذه الملفات السلفية، مشيرا إلى أن العفو الملكي يكون أحيانا محددا بحسابات سياسية مع التذكير بأن هناك إجماع داخل الهيئات الحقوقية، وبين السلفيين أنفسهم حول هذه الآلية، مضيفا أن هناك مجموعة «سلفية» متورطة بالفعل في عمليات إرهابية واقترفت جرائم يعاقب عليها القانون، وهذه الفئة لا أحد يحتضنها، لكن هناك مجموعات حوكمت، ولم تتوفر لها ظروف المحاكمة العادلة، وهناك شيوخ
اعتقلوا بسبب آرائهم، ولا يعقل في بلد يريد أن يكون ديمقراطيا أن يعتقل الناس بسبب أفكارهم.
وعن فكرة خلق خلية للحوار داخل السجون بمباشرة المشايخ، أكد محمد ضريف أن الشيوخ أنفسهم على علم بأن المعتقلين داخل السجون لا يشكلون جسما واحدا منسجما، وأن الوضع يختلف في المغرب عن غيره في دول أخرى(مثلا التجربة المصرية أو السعودية أو الليبية)، هؤلاء كانوا يشكلون تيارا واحدا، وبالتالي الحوار كان مع شيوخ قيادات ذلك التنظيم، أما المغرب فهو يشكل الاستثناء فالمعتقلون مجموعة من الأشخاص لاينتمون إلى أي تنظيم، اعتقلوا بسبب أفكارهم وتوجهاتهم، ولا يوجد تنظيم يمثلهم، ويمكن لقادته أن يتوصلوا إلى حلول تلزم البقية.
وفي جميع الأحول -يشير «ضريف»- إلى أن هناك ظروف حالية يعيش المغرب خلالها نوعا من الانفراج، هناك دستور جديد يقر نوعا من الحريات والحقوق، ومؤسسات وطنية مختصة بحماية حقوق الإنسان، صارت مكرسة دستوريا، بالإضافة إلى ما يمكن أن تقوم به وزارة العدل والحريات من التماس العفو للمعتقلين، كما يمكن للمجلس الوطني لحقوق الإنسان أن يلعب هذا الدور لأنه جزء من المهام الموكولة إليه.
**
ثالث خلية في 5 أشهر من هذه السنة
في أقل من خمسة أشهر، فككت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق مع عناصر مديرية مراقبة التراب الوطني ثلاث مجموعات تقول الرواية الرسمية إنها «إرهابية»، أخطرها ما سميت ب»حركة المجاهدين في المغرب» على اعتبار أنه يوجد من بين عناصر الخلية، متهم سبق أن أدين بسنتين سجنا نافذا، بعد تورطه في أحداث 16 ماي الإرهابية، كما أن زعيمها المفترض كان بحسب الرواية الرسمية موضوع مذكرات بحث وطنية ودولية سنوات 2003 و2010 لتورطه في قضايا متعلقة بالإرهاب والمس الخطير بالأمن الداخلي للمملكة، وكان على صلة بمنظمات وجهات إرهابية دولية، وتمكن من إدخال كمية من الأسلحة إلى تراب المملكة بتواطؤ مع أفراد موالين لهذا التنظيم، قصد استعمالها في تنفيذ مشاريعهم الإرهابية-حسب البلاغ الرسمي-.
***
أبو حفص:لا بد من حل ومقاربة موضوعية لهذا الملف
هذا ملف شائك، ويجب إعطاؤه ما يستحق من الأولوية والإهتمام، لأنه متعلق بحريات الناس وحقهم في التواجد بين أهاليهم وأبنائهم، ولأن السياق التاريخي لا يتحمل بقاء الظلم واستمراره، ولهذا لا بد من حل عاجل ومقاربة موضوعية وعادلة، وأرى أن معالجة هذا الملف يجب أن تتجه عدة اتجاهات:
أولها: الإفراج الفوري عن كل من ثبتت مظلوميته، وتكوين لجنة تعنى بدراسة الملفات ومراجعة الأحكام السابقة، على أن يكون ذلك في أقرب الآجال.
ثانيا: تمتيع المعتقلين على ذمة هذا الملف بكافة حقوقهم السجنية، تجنبا لكل التوترات التي قد تؤثر على مسار الملف، و كنوع من الطمأنة على قرب التعجيل بحل جذري للملف.
ثالثا: معالجة الملف على المستوى التشريعي، بإلغاء قانون مكافحة الإرهاب، لما يتضمنه هذا القانون من مواد تساعد على انتهاك حقوق المعتقل، ولا توفر له محاكمة عادلة، فلابد مثلا من متابعة الدفاع لموكله والحضور معه من أول لحظات الإعتقال وعند البحث التمهيدي.
هذه بالنسبة لي معالم الحل بإجمال، وأؤكد على ضرورة الإسراع بذلك، لأن الأمر يتعلق بمأساة إنسانية دامت لسنوات عديدة، وآن لها أن تعرف طريق الحل ليرفع الظلم عن المظلومين وتعود البهجة لقلوب الأهالي والزوجات والأقارب.
معتقل سابق على خلفية ملف «السلفية الجهادية»
***
محمد الفزازي:لكل شخص في هذا الملف الكبير له حالة خاصة
ملف ما يعرف ب»السلفية الجهادية» هو أحد الملفات الضخمة التي ورثتها حكومة الأستاذ بنكيران... ويكاد المتتبع يجزم أن كل شخص ضمن هذا الملف الكبير له حالة خاصة به قد لا تشبه أي حالة أخرى من حالات باقي المعتقلين المسمون «جهاديين»، لكن على العموم يمكن تصنيف هؤلاء جميعا في ثلاثة أصناف، صنف لا يعرف عنهم عنف، ولا مارسوه في يوم من الأيام، وهم مستعدون غاية الاستعداد للإندماج في المجتمع المغربي من أول يوم على إطلاق سراحهم، لا يخشى منهم تطرف ولا إرهاب... معترفون بثوابت الأمة المغربية اعترافا لا ريب فيه...، وهؤلاء هم الأغلبية ربما، وهم الذين نناشد الجميع على المساعدة في إطلاق سراحهم، ترجيحا لتحقيق العدل، ورأب الصدع، وضمد الجراح، ولم شمل أسرهم المكلومة وإعادة البسمة إلى أطفالهم الذين طال انتظار عودة آبائهم دون أن يعودوا...، وإلى الزوجات والأمهات والآباء والإخوان والأخوات وكل قريب وحبيب...، له في الإفراج المنشود فتح صفحة جديدة من الأمل والسعادة والهناء...
هؤلاء منهم من عبر بنفسه صراحة عن إيمانه الصادق بضرورة الإندماج في المجتمع المغربي وخدمة الأمة والوطن بما يستطيع... لو أطلق سراحه، ومنهم من كتب طلب عفو لملك البلاد، ليس لأنه يعترف بما نسب إليه، ولكن لأن العفو الملكي هو باب من أبواب تصحيح الأخطاء القضائية كما هو معلوم. وهو ما لم يفهمه كثير من الذين امتنعوا عن تحرير طلب العفو... ظانين أن طلب العفو نوع من الإعتراف بما لم يفعلوا... أو شكل من أشكال التوبة عما هم منه براء.
وصنف يحمل فعلا أفكارا متشنجة، ورؤى متنطعة وينشد قيام دولة إسلامية على مقاس فهمه للدين... فهو يعمل من أجل تحقيق ما ينشد بتقديم الولاءات لزيد وعمرو من هنا وهناك، ويرجو استنساخ ما يحدث من جهاد في أفغانستان والعراق وغيرهما ونقل ذلك كله إلى بلاده في بلادة منقطعة النظير، لكنهم أيضا ليس في يدهم دم ولا قتل ولا أي شيء من ذلك، وهؤلاء في نظري يسهل التحاور معهم وإقناعهم واقتناعهم بالحجة، وأرجح أن غير قليل منهم سيرجع إلى رشده وسوي فكره...
وصنف ثالث ارتكبوا فعلا جرائم قتل باسم الجهاد أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... وهم معترفون بذلك... ربما يكون فتح ملفهم الآن من غير جدوى... في الوقت الذي نجد فيه أمامنا الملفين الأولين المذكورين، لا سيما الملف الأول.
وشخصيا أرى أن الشخص الوحيد الذي يمكن أن يعالج هذا الموضوع ويتصرف فيه بحكمته المعهودة ورحمته المنشودة... كما فعل من قبل معي شخصيا ومع الشيوخ المفرج عنهم بحمد الله أخيرا ومع غيرهم، هو ملك البلاد وحده، ولا أحد سواه... بإذن الله تعالى.
***
حسن الكتاني: كان ينبغي أن يتبع إطلاق سراح المشايخ عفو جزئي عن مجموعة من المعتقلين
كان ينبغي أن يتبع إطلاق سراح المشايخ عفو جزئي عن مجموعة من المعتقلين على خلفية قانون مكافحة الإرهاب، موقفنا واضح تجاه المظلومين بهذا الملف، الذين لم يثبت في حقهم أي جرم، وليس من حق أي أحد أن يتابع شخصا آخر على ما يحمل من أفكار، وأن يتهم فكر فلان أو علان بأنه «إرهابي»، وبناءا على هذه الأمور، يجب الإفراج على باقي المعتقلين.
من جهة أخرى، أظن أن محاولة إجراء حوار جماعي داخل السجون غير ذي جدوى، وإذا ما كان هناك «غلاة» في السجون فيجب محاربة هذا الغلو من داخل المجتمع دون تقزيم المسألة.
كنا ولا نزال نطالب برفع الظلم على المظلومين عبر إطلاق سراحهم، وريثما يتحقق ذلك، يجب تفعيل اتفاقية 25 مارس 2011 التي وقعها مسؤولون محترمون يعملون في أجهزة محترمة، وجمعية حقوقية لها وزنها، وهي اتفاقية ملزمة لا يحق تكذيب حدوثها.
تفعيل اتفاقية 25 مارس سينهي المأساة التي يعيشها المعتقلون بالسجون أولا وسيتم من خلالها الإفراج عبر دفعات عما تبقى من المعتقلين المظلومين على خلفية الملف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.