بعد غياب لمدة أربع سنوات، انعقد بمراكش يوم الثلاثاء 15 مايو 2012 المؤتمر الدولي الخامس حول الطاقات المتجددة (ميناريك 5) بتنظيم من وزارة الطاقة و المعادن والماء والبيئة بالمغرب تحت شعار "الطاقات المتجددة رهانات وفرص للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". وتميز المؤتمر بحضور ألماني وازن في وفد هام يترأسه يوخن فلاسبارث رئيس وكالة البيئة الاتحادية الألمانية في مقابل تراجع الحضور الفرنسي، إضافة إلى عدد من الشخصيات من وزراء وصناع قرار ومستثمرين من بلدان المنطقة وأوروبا. وقال فؤاد الدويري وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة إن المغرب يتوفر على مؤهلات طاقية متجددة هائلة منها الطاقة الريحية التي يمكن أن توفر في حدود سنة 2020 حوالي 2500 ميكاواط في مجموع التراب الوطني ، إضافة الى أكثر من 3000 ساعة سنويا من الاشعاع الشمسي يصل الى 6,5 كيلوواط ساعة في المتر المربع، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر أيضا على بنيات كهربائية متطورة خاصة بالنقل منها 1200 ميكاواط مشغلة حاليا بين المغرب والجزائر، و1400 ميكاواط مشغلة بين المغرب واسبانيا، وحوالي 700 ميكاواط في طور الدراسة، كما يتوفر المغرب على برنامج شمسي يمكن أن يوفر حوالي 2000 ميكاواط ومثلها في برنامج ريحي. ودعا الوزير الى ضرورة خلق سوق جهوي مندمج تتعاون فيه دول المنطقة مع الانفتاح على أوروبا من أجل تطوير النجاعة الطاقية والمساهمة في التنمية المستدامة والحد من الفقر. وقال فلاسبارت إن دول المنطقة تتوفر على إمكانيات كبيرة في مجال الطاقات المتجددة واقتصاد الطاقة، مشيرا الى التطور التكنولوجي الكبير الذي تم تحقيقه في هذه المجالات خلال السنوات الأخيرة، واستعداد المانيا الدولة المتقدمة في المجال اإلى تقديم المساعدة. من جهته انتقد أمين بنونة الخبير في مجال الطاقات المتجددة سياسة المغرب في دعم الغاز الطبيعي في إطار صندوق المقاصة بعد جلبه بالعملة الصعبة واستفادة نسبة مهمة من المغاربة لا تحتاج إلى هذا الدعم، وشرح ان الغاز يستعمل في الغالب لتسخين الماء، في الوقت الذي يمكن أن توفر لنا الطاقة الشمسية كما هائلا من الطاقة على حد تعبيره، مشيرا إلى أن المغرب يحتل مراتب متأخرة في المجال بين الدول العربية وراء عدد من الدول النفطية، ومتقدما فقط على كل ليبيا ومصر والجزائر. وأضاف أن استمرار هذا الوضع أصبح بدون معنى سواء من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. من جهة ثانية قال بنونة بخصوص الكهرباء ان هناك تكنولوجية حديثة تستعمل حاليا بتكلفة تقارب تكلفة الشبكة العادية يمكن للمغرب أن يستغلها ويمكن لن تزود هذه الشبكة. وأضاف بنونة أنه اليوم هناك مؤسستان كبريتين تستثمران في الطاقة المتجددة، ويتم نقل الطاقة إليها من أماكن التوليد الى أماكن الاستعمال، لكن منهجية الاستفادة مازالت غير واضحة حيث لا تعرف الشركة المستفيدة الا وقت التدشين. ويشار إلى أن المؤترات الأربع الأولى عقدت على التوالي سنوات 2004 الى 2007 بكل من اليمن والأردن ومصر وسوريا ، في حين ينتظر أن يصدر عن مؤتمر مراكش والذي يشمل جلستين عموميتين وخمس ور توصيات تهم أفق بحث الرهانات الإستراتيجية لتنمية الطاقات المتجددة على صعيد المنطقة امن خلال "تعزيز الشراكات الإقليمية" و"التصنيع" و"الخيارات التكنولوجية" و"تكوين الكفاءات".