من آثار الإيمان الصادق في حياة المومنين والمجتمع، ما يلي: 1 وعدهم بالاستخلاف: «وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحت ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم»سورة النور: 53. 2 وعدهم بالتمكين: «وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم»سورة النور:53. 3 وعدهم بالتطمين: «وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا»سورة النور: 53. وإن الواقع المؤلم أنه لا استخلاف، ولا تمكين، ولا تطمين، إذاً الإيمان الذي نحن عليه ليس في المستوى الذي يستحق أن تتحقق وعود الله لنا. 4 وعد الله الجماعة المؤمنة بالرزق الطيب: «ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض»سورة الأعراف: 95. 5 وعد الله المؤمنين بالعزة: «ولله العزة ولرسوله وللمومنين»سورة المنافقون:8. 6- وعد الله المؤمنين بحياة طيبة: «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مومن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون»سورة النحل: 97. فآثار الإيمان الحق في المجتمع عميقة الجذور وارفة الظلال حلوة الثمار: الثبات بكل صوره وأشكاله ومعانيه سواء عند الشدائد والمحن والمصائب أو يوم تمتحن الأمة بأعدائها، وثبات الدعاة في دعوتهم وعلى مبادئهم، وثبات الأمة أمام الشهوات وعند الشبهات وثباتها على الطاعات. ومن آثار الإيمان في المجتمع زيادة الأمن في البلدان على الأنفس والأعراض والأموال، والطمأنينة والهدوء في الأنفس والقلوب. ومن ذلك ترسيخ عناصر الوحدة والاتحاد ونبذ الفرقة والعنصرية، باعتبار الإيمان عنصرا جامعا بغض النظر عن العرق والجنس واللون واللسان. وتقوية أواصر المحبة والأخوة والولاء والتعاون لما يكون مع الإيمان من تنقية القلوب من الحسد ، وتصفيتها من الحقد والغل، واستلال الضغائن والسخائم منها ؛ لتصبح الأمة كما قال رب العالمين :»أشداء على الكفار رحماء بينهم»سورة الفتح:29 كما يشكل الإيمان عنصر استقرار الأسر ورسوخ معاني المودة والرحمة والسكينة. ومن آثار الإيمان في مجتمع المسلمين أنه يكسب العِزة التي تجعل الإنسان يمشي نحو هدفه مرفوع القامة والهامة لا يحني رأسه لمخلوق ، ولا يطأطئ رقبته لجبروت أو طغيان أو مال أو جاه فهو سيد في الكون هذا وعبد لله وحده. لذلك رأينا مؤمنا أعرابيا مثل ربعي بن عامر رضي الله عنه حين باشرت قلبه بشاشة الإيمان، وأضاءت فكره آيات القرآن، يقف أمام رستم في سلطانه وإيوانه غير مكترث له ولا عابئ به حتى إذا سأله رستم من أنتم وما الذي جاء بكم ؟حقق في الإيوان وأجاب إجابة في عِزة مؤمنة خلدها التاريخ فقال: «نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام+ عزة وأي عزة، إنها لا توجد إلا في ظلال الإيمان. ومن آثار الإيمان سعة الرزق لأهل الإيمان والبركة فيه. لأنه يعلم أنه مسؤول أمام الله عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، فيصون رزقه عن الربا وعن الغش وعن الحِيل، وعن المكر والخداع، ويجند رزقه فيما يرضي الله جل وعلا فيرزقه الله ويبارك الله له. ومن آثار الإيمان حفظ جوارح المؤمنين، وتذليلها لطاعة الله، وانقيادها لأوامر الله وحفظ القلب من الشهوات والشبهات. وحفظ اللسان من الغيبة والنميمة والوقوع في أعراض المسلمين والإفساد. وحفظ السمع إلا من كتاب الله، وذكر الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وما أباحه الله. وحفظ البصر من إطلاقه فيما حرم الله ليجد بعد ذلك حلاوة إيمانه إلى أن يلقى الله. وحفظ البطن فلا يدخل له إلا ما أحله الله، والله طيب لا يقبل إلا طيبا فالمؤمن بإيمانه يحفظ جوارحه ، والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين. ومن آثار الإيمان آثاره على المجالس، حيث يجعلها رياضا من رياض الجنة، ملائكة تحف ورحمة تتنزل، وسكينة تغشى، ورب رحيم كريم يقول: «انصرفوا مغفورا لكم ، قد بدلت سيئاتكم حسنات». ومن آثار الإيمان نجاة سفينة الأمة، ووصولها لبر الأمان نتيجة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر الذي هو من الإيمان، بل هو عماد من أعمدة الإيمان. فالحياة كلها سفينة تمخر عباب البحر، لا تكاد تسكن حتى تضطرب، ولن يكتب الله السلامة لها فوق الموج المضطرب حتى يكون كل شخص منها على حذر مما يفعل، ويقظة لما يريد. وخلاصة أثر الإيمان في المجتمع أنه ينمي ويهذب أخلاقه ويغرس بين أفراده مبادئ البذل والتضحية ويمده بأسباب القوة والإنتاج ويعمق فيه وشائج الرحمة ويصبغه بصبغة الصلاح والإصلاح.