انتقد تنظيم عراقي بشدة المؤتمر الوطني المقرر عقده في بغداد يوم السبت المقبل، واعتبر المؤتمر، الذي هو بمثابة البرلمان، والنتائج التي ستتمخض عنه أحد أهداف الاحتلال الأنجلو - أمريكي للعراق. وحذر بيان سياسي صدر عن حركة الكفاح الشعبي من أن يسهم المؤتمر المذكور في تغيير الهوية الوطنية العراقية، وترسيخ مبدأ المحاصصة الطائفية الذي يحاول الاحتلال ترسيخه. ووصف البيان، الذي أوردته وكالة قدس بريس، المؤتمر المذكور بأنه اللاوطني واللاشرعي الذي سيعقده الاحتلال وأعوانه، وأشار إلى أن حركة الكفاح الشعبي سبق لها أن أكدت في بيان سابق أن احتلال العراق هو الأكثر خطورة على مصالح العراقيين والأمة العربية لأن أهدافه الحقيقية هي تعزيز هيمنة الاحتكارات الأمريكية على منابع النفط العراقية، بالإضافة إلى تأمين متطلبات الأمن الإسرائيلي وصولا إلى تحقيق أهداف المشروع الصهيوني في خلق إسرائيل الكبرى بحدودها التوراتية، والذي يتطلب إنجازه على إخراج العراق من معادلة الصراع العربي الصهيوني والقضاء التام على دولة العراق الذي شكلت قدراته العسكرية والبشرية خطراً حقيقياً على الأطماع الصهيونية. وشدد البيان على أن ما يطلق عليه زورا المؤتمر الوطني وما سيتمخض عنه من نتائج ما هو إلا أحد أهداف الاحتلال وتكريسه، وأشار إلى أن تغيير الهوية الوطنية لشعب العراق من أخطر هذه الأهداف، معتبرا أن ذلك شرط أساس لتغيير الخارطة السياسية للمنطقة. وقال البيان إن نتائج المؤتمر المتوقعة ستكون في اتجاه إضفاء شرعية عراقية على مخطط الاحتلال وبرامجه.. وفرض شخصيات متحالفة مع الإدارة الأمريكية وإناطة القرار السياسي العراقي بها.. وعن مؤسسات صورية تحركها الإدارة الأمريكية عبر سفارتها في بغداد. واعتبر بيان حركة الكفاح الشعبي العراقي، أن المؤتمر لا يملك أي مقوم من مقومات الشرعية الوطنية، وأنه مجرد تجمع برتوكولي لقوى متحالفة مع سلطة الاحتلال وحركات سياسية وأحزاب محلية هامشية، ارتضت لنفسها أن تكون جزءً من اللعبة من أجل تحقيق مكاسب ذاتية على حساب مصلحة الشعب العراقي، وفق تقدير البيان. من جهة أخرى، أوضحت الجامعة العربية أول أمس أن معايير إرسال قوات عربية وإسلامية إلى العراق غير متوفرة حالياً مشيرة إلى أن المطلوب هو تقليص الاحتلال وليس زيادته. وانضمت إيران إلى ليبيا في رفض المبادرة السعودية الهادفة إلى إرسال قوات إسلامية للعراق، والتي أكد كولن باول وزير الخارجية الأمريكي أنها لاتزال تتطلب مزيداً من التشاور. عبدالرحمان الهرتازي