احتلت التبرع بالكلي صدارة الأعضاء المتبرع بها بالمغرب، حيث عرفت سنة 2011 حوالي 155 عملية زرع للكلي. وأوضح أسبوعية لافي ايكو أن المتبرع يمكن أن يكون حيا، أو ميتا بشرط موافقته على منح أعضائه قبل وفاته. وأكد المصدر ذاته أن التبرع بالأعضاء غير معتادة لدى المغاربة، وحسب إحصاءات رسمية لوزارة الصحة فإن 3000 فرد ينتظرون حاليا زراعة القرنية، 30 في المائة منهم شباب، وذلك في الوقت الذي لا يوجد متبرعون. ووفق المصدر ذاته، فإن 2011 عرفت 155 زرع للكلية، 151 منها من طرف متبرعون أحياء. وهناك 5 كليات لحوالي مليون مواطن، في الوقت الذي يوجد مليون يعانون من فشل كلوي حاد، و10 آلاف يخضعون لدياليز. وأكدت تقارير إعلامية أنه على الرغم من أن المغرب أول بلد مغاربي أجرى عملية زرع كلية سنة 1986، فانه يحتل مراتب متأخرة في هذا المجال، وبلغت عدد العمليات ما بين 2005 و 2010 حوالي 1500 عملية زرع قرنية عين، و حوالي 400 عملية زرع كلي. وأعلن وزير العدل والحريات المصطفى الرميد خلال مارس الماضي ، أن عدد المواطنين الذين سجلوا أنفسهم من أجل التبرع بأعضائهم بعد الوفاة بلغ 28 شخصا منذ شهر، أي بعد إعلانه هو وزوجته عن قراراهما بالتبرع بأعضائهما، ليبلغ بذلك العدد إلى 30 شخصا. وقال الرميد في كلمة له خلال مائدة مستديرة نظمتها وزارة الصحة حول «التبرع بالكلي هبة للحياة» أن عدد المغاربة الذين سجلوا أنفسهم قبل ذلك من أجل التبرع بالأعضاء بعد وفاتهم لم يتعد 800 حالة. وشدد الرميد على أهمية التبرع بالأعضاء لفائدة المحتاجين إليها لما تنطوي عليه هذه العملية من منافع على منهم في أمس الحاجة إلى أعضاء موضحا أن الجانب الشرعي في هذا الباب محسوم إذ أن الإسلام يحض على فعل مثل هذه الأعمال الخيرية، كما أن كافة المجامع العلمية الإسلامية لا تتردد في القول بإباحة عملية التبرع بالأعضاء. مضيفا في هذا اللقاء الذي شارك فيه ثلة من الخبراء والمختصين في مجال طب زرع الأعضاء وفاعلين مختصين في القانون والدين أنه إذا كان مآل جسد الإنسان بعد وفاته إلى زوال، فمن باب أولى أن يتبرع بها لإنقاذ حياة إنسان آخر هو في أمس الحاجة إليها. وفي السياق ذاته، قال رئيس المجلس الاستشاري لزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية الدكتور رمضاني بن يونس، إن المغرب قطع أشواطا كبيرة في مجال التبرع بالكلي وزراعتها خاصة ما يتعلق بالجوانب القانونية والطبية والتنظيمية، موضحا أن تجربة مدينة الدارالبيضاء في مجال عمليات زرع الكلي والقرنيات، تعد رائدة على مستوى بلدان المغرب العربي، مشيرا إلى أن عدد العمليات التي أجريت في هذا المجال بالعاصمة الاقتصادية للمملكة منذ سنة 1985 حتى الآن بلغ 165 عملية.