حرصت الفنانة المغربية سعاد صابر على توجيه العديد من الرسائل الواضحة حول دعم الفن الملتزم ونبذ الفن المبتذل، وذلك خلال تكريمها يوم السبت 28 أبريل 2012 بالمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بمراكش. وقالت صابر إن جيلها أسس لفن مغربي أصيل وراق ملتصق بهموم المواطنين وتريد أن تراه يرتقي أكثر فأكثر مع الأجيال الصاعدة، منبهة الشباب والشابات إلى عدم السقوط في الابتذال وفن العري. وأضافت صابر في المهرجان الذي كرم فيه أيضا الفنان محمد الدرهم في الافتتاح أن المسرح الجامعي لبنة أساسية ونقطة انطلاق قوية إلى المسرح الاحترافي، مشيرة أن مدينة مراكش مدينة جميلة ومن لا يحبها يجب أن يراجع نفسه. وتأثرت صابر خلال تكريمها في المهرجان الذي شاركت فيه عدد من الدول العربية والأجنبية حتى دمعت عيناها بعدما وقف الجميع تحية وسلاما لها، كما أن ممثلي فرقتين مسرحيتين من ليبيا وتونس بادرا إلى تقديم تذكارات لها. من جهة ثانية أقرت لجنة التحكيم برئاسة الفنان حسن هموش حسب ما جاء في تقريرها الختامي بجودة المنتوج المسرحي المتنوع لهذه الدورة السادسة، والذي مال إلى تعرية الواقع المعيش، موصية بمد يد المساعدة لطلبة الجامعات ودعم جهودهم وتسخير كل الإمكانيات المادية والمعنوية، خصوصا فيما يتعلق بالتكوين المسرحي حتى يتم الرقي بالمسرح الجامعي ويكون رافعة للتنمية المحلية والجهوية. وأسفر قرار لجنة التحكيم على منح الجائزة الكبرى لهذه الدورة لفرقة الدارالبيضاء عن مسرحيتها «حب مقابل برميل»، فيما حصدت المسرحية الفرنسية «الخادمات» أكثر الجوائز، كما حصلت مسرحيات من تونس والجزائر ومراكش وايستونيا وليبيا على جوائز أخرى. وتميزت الدورة أيضا ب «لحظة اعتراف» للفنان مولاي عبد العزيز ماهر باعتباره وجها من الوجوه المسرحية التي كان لها الفضل في تعميق تجربة المسرح الجامعي. كما تم عرض معرض للكتاب والإصدارات المسرحية الجديدة. وشدد الأستاذ عبد المجيد اذهابي أحد المهتمين والمتتبعين للعمل المسرحي على أهمية مهرجان المسرح الجامعي بمراكش، خصوصا وأن الجامعة صارت ذلك المختبر المسرحي بامتياز، حيث تمتزج الهواية بالاحتراف، وتتشبع المحاولة بالتجربة، فكان المسرح الجامعي حقا مدرسة يمكن للجميع الافتخار بها.