أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها رصدت 76 خرقا لوقف أعمال العنف بسوريا، أول أمس، في إطلاق نار مباشر وقصف مدفعي واقتحامات من قبل قوات جيش النظام، بينما وصل إلى دمشق ستة من أعضاء فريق مراقبي الأممالمتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار. وأوضحت الشبكة في بيان أن معظم هذه الاختراقات وقعت في حماة وريفها (22 خرقا) وفي حلب وريفها (15) وفي دمشق وريفها (10) وحمص (9)، وفق ما نقلت عنها «الجزيرة نت». من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية إن 50 شخصا قتلوا، أول أمس، بنيران القوات النظامية بينهم 21 سقطوا في قصف للجيش على مدينة إدلب، وأفاد ناشطون بأن قوات الأمن السوري أطلقت النار على متظاهرين في حي جوبر بالعاصمة دمشق وحي الصاخور بحلب. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد قتلى، أول أمس، توزع على حماة التي قصفت قوات النظام كنيستها الإنجيلية، وحمص ودرعا وحلب وإدلب والقامشلي ودمشق وريف دمشق. كما استأنفت القوات النظامية القصف على أحياء في مدينة حمص، حيث تعرض حيا الخالدية والبياضة لقصف بقذائف الهاون من القوات النظامية التي تحاول السيطرة عليهما. وبث ناشطون صورا للقصف الذي استهدف أحياء الخالدية والبياضة والقرابيص وجورة الشياح والقصور وأوقع عددا من القتلى والجرحى، كما تحدث آخرون عن أوضاع في غاية الصعوبة يعيشها سكان هذه الأحياء في ظل القصف المتواصل عليها. بالتزامن، بدأ فريق المراقبين الدوليين مهمته للتحقق من وقف إطلاق النار، الذي يشهد سلسلة خروق يومية. وأوضح أحمد فوزي المتحدث باسم الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي عنان أن مهمة المراقبين “ستبدأ بفتح مقر رئيسي لهم، والاتصال بالحكومة السورية، وقوات المعارضة لكي يفهم الطرفان بشكل كامل دور المراقبين الدوليين” وقال رئيس البعثة الصغيرة المؤلفة من ستة أشخاص الكولونيل المغربي أحمد حميش عقب لقائه مسؤولين سوريين، إن المراقبين سينظمون أنفسهم ليكونوا مستعدين للقيام بمهمتهم في أقرب وقت، وأكد أن جميع أعضاء الفريق متفائلون. في المقابل، قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في روما إن فرص نجاح خطة الموفد الخاص كوفي عنان لوقف العنف في سوريا لا تتجاوز 3 %، وإن “الشعب السوري لا يلزمه دعم بالسبل السلمية، بل بالأسلحة”. بدورها، شككت الولاياتالمتحدة في إمكانية مضي خطة الأممالمتحدة لنشر بعثة مراقبة كاملة في سوريا بعد ورود تقرير لمحققين أمميين أفاد بوقوع حالات قصف واعتقال من قبل القوات السورية بعد بدء تنفيذ الهدنة ووقف اطلاق النار، إضافة لقيام مقاتلي المعارضة بإعدام جنود سوريين أسرى، كما سجلت نفس التقارير انخفاضاً لمستوى العنف بشكل عام بعد بدء وقف إطلاق النار. وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس للصحافيين إن الولاياتالمتحدة تشعر بقلق بالغ لاستمرار أعمال العنف المتفرقة في شتى الانحاء السورية وتصاعدها في مناطق كحمص وهو الأمر غير المقبول البتة، على حد قولها، وحذرت من أن استمرار العنف وانهيار وقف إطلاق النار سيشكك في صواب إرسال بعثة المراقبة الكاملة. واعتبرت رايس أن تواصل العنف قد يؤدي إلى إعادة النظر في بعثة المراقبة . وقالت إن الولاياتالمتحدة تعرب عن “قلقها الشديد”. جاء ذلك فيما لوحظ استمرار تحضيرات الأممالمتحدة لإرسال باقي فريق المراقبة حسب دبلوماسي عربي بالأممالمتحدة ل”الخليج” الإماراتية، والذي قال إنه على الرغم من ورود هذه التقارير والشكوك التي تنتاب الجميع تجاه وضع الهدنة الهش في سوريا، إلا أنه لم يلحظ أو تسجل عملية تباطؤ تذكر في الاجراءات وانهم بانتظار تشاور مهم سيجريه المبعوث الاممي مع مجلس الأمن خلال الساعات القليلة المقبلة.