● أنا سيدة ملتزمة وأعاني من وساوس حول الله والقرآن الكريم خاصة، مع أني شديدة الحب لتلاوة كتاب الله عز وجل. أقاوم ذلك بكثرة ذكر الله والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والدعاء لله تعالى، ما نصيحتكم لي؟ ●● هذه الوساوس إذا كانت عارضة فلا تدل إلا على إيمان صاحبها، فكما جاء في حديث رسول الله: «الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة» وهو ينبه الرجل الذي شكا إليه أنه يجد في نفسه خواطر لا يرضاها ولا يقبلها حول الله وحول الإيمان. فلذلك أختي من محاربة هذه الوساوس عدم الانتباه لها وعدم الوقوف عليها كثيرا حتى تصبح قضية في حياتك، تشاغلي عنها وإذا حضرتك استغفري ومري ولا تعاودي التفكير فيها. ثم في المقابل انتبهي إلى المساحة الكبيرة التي في النفس ويجب أن تملأ بالفكر وبالذكر وبالنيات الصالحات، والعزائم الكبيرة.. ثم مساحة الأوقات التي يجب ألا نستسلم فيها لاجترار أخطاء مضت أو وساوس مرت.. فحاولي أن تعمري الأوقات بما يجعل النفس تخرج من حديث النفس إلى مباشرة الأعمال وتطويرها والتطهر بها. هكذا إن شاء الله تتجاوزين هذه الوساوس وتذكرين دائما أن الشيطان إذا لم يجد استجابة من الشخص رد المعارك، إلى أن تدخل به دائرة الخواطر والوساوس، داومي على قراءة آية الكرسي والمعوذتين والسرعة من الخروج من الوسواس إذا حضر والسرعة في تجاوزه وعدم استرجاعه، وهكذا ستخف حدته إلى أن ينصرف عنك بإذن الله وينجيك الله عز وجل من تلبيس إبليس وغوايته. ثبت الله قلوبنا جميعا وأصلح بالنا وبالك وقواك الله.