● أحتفظ بمبلغ من المال، وهو أمانة عندي، فهل يجوز أن أستفيد منه دون علم أصحابه، علما أنني يمكنني إرجاعه متى طلبه أصحابه مني؟ ●● الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الهادي الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. على السائل أن يعلم أن المسلم يجب عليه حفظ الأمانة وأداؤها، وعدم خيانتها، عملا بقوله سبحانه: « وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ». وبقوله تعالى: }إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا{، وقوله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ{ فلابد من أداء الأمانة ورعايتها وقد عظم الله شأنها فقال سبحانه: }إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا{، وبقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك». فالأمانة أمرها عظيم، فعليك أن ترعى أمانة من ائتمنك عليها، ولا حق لك في التصرف فيها بغير إذن صاحبها، فإذا تصرفت فيها دون علمه وجب عليك إخباره وطلب العفو والصفح منه، فإن سمح لك برئت ذمتك. والله تعالى أعلم وأحكم. رئيس المجلس العلمي المحلي بإقليم سيدي قاسم