دنّس عشرات من جنود الاحتلال والمستوطنين الصهاينة، يوم الأربعاء 28 مارس 2012 ، المسجد الأقصى، في خطوة جديدة تنذر بوقوع مواجهات واشتباكات واسعة النطاق في الأراضي الفلسطينية والتي تستعد لإحياء فعاليات يوم الأرض بمسيرات عارمة اليوم الجمعة، فيما استنفر الجيش الصهيوني على حدود فلسطينالمحتلة خوفا من مسيرة القدس العالمية التي ستنطلق من دول الطوق، في الوقت الذي رفع درجة تنسيقه مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية تحسبا لاحتمال وقوع اشتباكات ومواجهات مع الفلسطينيين بعيد صلاة الجمعة. وحسب مؤسسة الأقصى، فإن عشرات المستوطنين الصهاينة والجنود اقتحموا المسجد المبارك وتجولوا في باحاته، فيما حاول المستوطنون أداء صلوات يهودية داخله وسط حالة استنفار في أوساط قوات الاحتلال الذين انتشروا بكثافة في مواقع متفرقة في المسجد. وأضافت المؤسسة أن 3 مجموعات من المستوطنين وجنود من جيش الاحتلال اقتحموا المسجد ووصل عدد المقتحمين نحو 100. ودعت المؤسسة الأمة الإسلامية شعوباً وحكومات للقيام بمسؤولياتها تجاه المسجد والقدس، في ظل الاعتداءات والانتهاكات المتكررة على أولى القبلتين وعلى بيت المقدس. إلى ذلك، حذر رئيس دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع من السياسات الصهيونية التي بدأت بتطبيقها في المسجد الأقصى منذ 3 أشهر. وقال إن هذه الموجات الخطيرة والمتكررة تهدف إلى محاولة فرض هذه السياسات العدوانية كأمر واقع على طريق تقسيم المسجد وتهويده، مشيراً إلى خطورة تدنيس المستوطنين للمسجد. من جهة أخرى، كشفت مصادر إعلامية صهيونية النقاب عن قيام جيش الاحتلال برفع درجات التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بالضفة المحتلة، وذلك تحسبًا لمظاهرات ومسيرات فلسطينية في «يوم الأرض»، بالتزامن مع مسيرة القدس العالمية التي ستنطلق من الدول المحيطة بفلسطين في اليوم نفسه. وقال موقع «وللا» الصهيوني، وفق ما نقل عنه «المركز الفلسطيني للإعلام»، إن جيش الاحتلال ضاعف من عدد قواته على المناطق الحدودية وعلى الحواجز الصهيونية في مختلف مناطق الضفة الغربية، كما رفع من درجات التنسيق الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية للعمل داخل مناطق الضفة. وذكر الموقع الصهيوني أن جيش الاحتلال سيتابع شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية الفلسطينية في «يوم الأرض»، لفحص «مدى جدية الشارع الفلسطيني في الخروج في المظاهرات». من جانبه؛ طلب وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك من الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة، بالاستعداد ل»أسوأ السيناريوهات المتوقعة» في ذكرى «يوم الأرض»، ومسيرة القدس العالمية التي ستنطلق من دول الطوق، باتجاه فلسطين اليوم الجمعة، بعد أن أجرى خلال الأيام الماضية سلسلة من الاجتماعات لتقدير الموقف، بمشاركة عدد من الشخصيات الرفيعة في الجيش والشرطة الصهيونية، والمخابرات. من جانبها، أعربت الأجهزة الأمنية الصهيونية المختلفة، عن مخاوفها من احتمال وقوع اشتباكات ومواجهات بين الجيش والشرطة وجماهير الأقلية العربية الفلسطينية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 48، وفي القدس والضفة وقطاع غزة، وعلى الحدود مع لبنان وسورية والأردن. ونقل الموقع الصهيوني عن ما وصفته بالمصدر رفيع المستوى في شرطة الاحتلال قوله إن «جهاز الشرطة يستعد لاحتمال وقوع اشتباكات ومواجهات» بعيد صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك. وأضاف أن «الشرطة ستضاعف من وجودها في القدس وبمحاذاة البلدات العربية في الجليل والمثلث والنقب والبلدات الدرزية في الجولان، إلى جانب قوات مضاعفة قرب المعابر والحواجز في الضفة والقطاع، وقوات ضخمة من الجيش على طول الشريط الحدودي مع لبنان وسوريا». وفيما تواصلت الدعوات للمشاركة في المسيرات المليونية المقرر تنظيمها اليوم نحو الحدود مع فلسطين من الخارج ونحو القدسللفلسطينيين من داخل الاراضي الفلسطينية بمناسبة يوم الارض، حذر كيان الاحتلال من مغبة اقتراب تلك المسيرات من الحدود ومحاولة اجتيازها، معلنة عن الاستنفار في صفوف جيشها على الحدود مع سورية ولبنان. وحذّرت الحكومة الصهيونية دول الطوق المجاورة لفلسطين من مغبّة السماح بتنظيم المسيرات والفعاليات التضامنية في ذكرى «يوم الأرض». وأوضحت الإذاعة الصهيونية الرسمية بأن الجانب الصهيوني أطلق تحذيراً من مغبّة اجتياز حدود الأراضي الفلسطينية المحتلّة من قبل المشاركين في المسيرة المليونية العالمية للقدس والتي تنطلق في ذكرى «يوم الأرض» باتجاه مدينة القدس أو أقرب نقطة إليها من الدول العربية المجاورة ومن داخل الأراضي المحتلّة. وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن «تل أبيب مررت رسائل إلى لبنان، بواسطة الولاياتالمتحدة وفرنسا والأمم المتحدة، طالبت فيها بمنع وصول متظاهرين إلى منطقة الشريط الحدودي بين الدولتين يوم الجمعة المقبل (اليوم)». وكانت مصادر صهيونية أكدت، الأحد الماضي، بأن تل أبيب وجهت تهديدات إلى لبنان قالت فيها إنها لن تترد في استخدام القوة في حال وصول متظاهرين إلى منطقة الشريط الحدودي بين فلسطينالمحتلة ولبنان في ذكرى يوم الأرض.