كثير من المغاربة يجهلون ما يحصل في أروقة المنظمات الدولية من نقاش ومرافعات بين ممثلين مغاربة وآخرين من دعاة الانفصال، تماما كما يجهل كثيرون تسابق دول العالم لأجل تشكيل «لوبي» يدعمها داخل هذه المنظمات حماية لمصالحها. ولأن قضية الصحراء قضية مصيرية للمغاربة كافة فإن عددا من الناشطين بدعم من وزارة الخارجية يحضرون في أغلب اللقاءات الدولية بهدف الدفاع عن قضية الوحدة الترابية في مواجهة أفكار التطرف والانفصال. وفي ندوة نظمتها منظمة دولية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بتاريخ 13 مارس هذه السنة، بعنوان «العنف ضد النساء واللامساواة في العالم»، شاركت نساء مغربيات للتعريف بوضعية المحتجزات داخل مخيمات «العار» بتندوف، وروت ميمونة الزبير معاناتها المستمرة منذ سنوات باختطاف «البوليساريو» لزوجها واختفائه قسرا دون أن تعرف عنه أي شيء، فيما تحدثت سعداني ماء العينين عن معاناتها الشخصية مع الترحيل القسري إلى كوبا أثناء طفولتها وإبعادها عن والدتها وعائلتها واستشهاد والدها بسبب تعذيب «البوليساريو» له. فيما عرضت رويدا مروه تجربتها مع الصحراويين المغاربة العائدين من مخيمات تندوف، الذين تحدثوا لها خلال تصويرها لفيلم «المخلوع» عن طرق التعامل مع النساء داخل المخيمات وسجنهم اللانساني، وقالت مروّه أنه في لبنان ليس هناك تجريم للعنف الأسري ولا للاغتصاب الزوجي فقط لأن النظام في لبنان لا يشعر بالضغط الشعبي الكافي لإنصاف المرأة، قبل أن تستدرك وتؤكد «أي نظام ديمقراطي لا يمكن له أن يكفل حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة والطفل بشكل خاص» فكيف إذا كنا نتحدث عن مجموعة انفصالية ارتبط اسمها بالإرهاب وتهريب المخدرات في منطقة الساحل.. وتساءلت «هل سنتوقع منهم معاملة النساء والأطفال وفقا لقيم ومبادئ المجتمع الصحراوي المعروف باحترامه للمرأة؟». من جهة أخرى، عرضت مشاركة مغربية في مداخلتها صور تفكيك اعتصام شباب داخل مخيمات تندوف، كما عرضت بالصور وثائق تثبت تورط «البوليساريو في اختلاس مساعدات إنسانية داخل المخيمات، كما عرضت وثائق رسمية تم تسريبها من داخل بعض الإدارات في مخيمات «الرابوني» في تندوف تثبت الرغبة السياسية لقيادات «البوليساريو» بالتضييق الأمني والسياسي على أي معارض صحراوي داخل المخيمات. وأكدت الناشطة المغربية، أن بعض الشباب بدؤوا في انتقاد «البوليساريو» داخل المخيمات منذ 5 مارس 2011 وأسقطوا عنها ادعاء أنها الممثل الوحيد للصحراويين. وفي إطار نشاط الدبلوماسية الموازية داخل مقرات المنظمات والجمعيات الدولية، حضر فاعلون مغاربة إلى جانب نشطاء من دول عديدة في ندوة نظمتها منظمة دولية حول «حرية الرأي والتنقل في أماكن النزاعات» بتاريخ 15 مارس، توقفوا خلالها عند «الإرهاب» الذي تمارسه «البوليساريو» على المحتجزين في مخيمات تندوف، وقمع الأصوات المطالبة بالعودة أو التي تنتقد تصرفاتهم من الداخل.