أعلن «حسن الكتاني»و «محمد عبد الوهاب رفيقي «أبو حفص»و «عمر الحدوشي»، المفرج عنهم أخيرا في إطار العفو الملكي على أن فرحتهم منقوصة وغير كاملة ببقاء باقي المعتقلين على خلفية ما يعرف بملف «السلفية الجهادية» وراء القضبان، كاشفين للأوضاع المزرية التي يعيشها المعتقلون بالسجون، حيث لا يزال الضرب و الشتم و التعذيب، حسب تصريحاتهم. وطالب أبو حفص في كلمة له، خلال الندوة الصحفية التي نظمتها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بالرباط، بالتركيز على أولويات هذا الملف ممثلا إياها بعودة كل المظلومين في هذا الملف إلى أهاليهم، على اعتبار أن هذا المطلب أعظم بكثير من أي تعويض مادي عن المحنة التي مروا بها. وشدد «أبو حفص» على ضرورة توحيد الخطاب على أن يكون متوازنا ومعقلنا في الوقت ذاته للإفراج على آخر مظلوم على خلفية هذا الملف مع مراعاة إكراهات وخصوصية الملف وتعددية الفاعلين، معلنا ترحيبه بالتواصل والتعامل مع الجهات الحكومية المعنية بهذا الملف، وكل فعاليات المجتمع المدني و وسائل الإعلام ومثقفي البلاد من أجل طي هذا الملف ومساندة المظلومين فيه بالمطالبة بإطلاق سراحهم. واعتبر أبو حفص أن هذا الزمن، زمن للحرية والانعتاق ولايقبل أن يبقى المظلومون بغير جرم ارتكبوه في السجن يقبعون. من جانبه، تساءل الشيخ حسن الكتاني وبعد مرور تسع سنوات من اعتقاله عن الجرم الفضيع الذي ارتكبوه، ودخلوا على خلفيته إلى السجن، موضحا في كلمة له أنه استبشر خيرا ب»حلحلة» الملف كما قال وزير العدل و الحريات في تصريح سابق له من خلال الإفراج عنهم، مشددا أن هذا الملف لن يطوى إلا بمصالحة وطنية شاملة، والإفراج عن باقي معتقلي الرأي والعقيدة والفكر، كما حدث بباقي البلدان العربية التي زحف إليها الربيع العربي. وذكر «الكتاني» بالأحداث التي عرفها سجن سلا يومي 16 و17 ماي على اعتباره شاهدا و التي تعرض المعتقلون خلالها بشتى أنواع الظلم والإهانة، مشددا على أنه لا يعقل في دولة إسلامية أن يحرم المعتقلون من إدخال المصحف الكريم لدرجة أن بعض المعتقلين صاروا يكتبون الآيات القرآنية ليلا على الحيطان لحفظها، ويتم مسحها خلال ساعات الفجر خوفا من عقابهم وتعذيبهم، فيما بادرت مجموعة أخرى بإدخال مصحف صغير تم تقسيمه إلى أجزاء وتخبئته حتى لا يطلع عليه الحراس. وكشف «عمر الحدوشي» في كلمته على على ما أسماه حجم الظلم الذي يتعرض له المعتقلون بالسجون، مطالبا بتصفية الملف بشكل جذري بالإفراج على جميع المعتقلين، كما حدث مع معتقلي سنوات الرصاص، وبتفعيل دور العلماء من أجل الحوار مع من ثبت أن يدهم ملوثة بالدم، على اعتبار أن»الظلم إذا دام دمر، والعدل إذا دام عمر»، مشيرا إلى تعرضه للتعذيب والتنكيل والشتم منذ بداية اعتقاله، والذي أسفر عن إصابته بأمراض كثيرة .