نظم حوالي 140 شخصا مسيرة احتجاجية، مساء السبت 28 يناير 2012 بحي المرس بمدينة قلعة السراغنة، حيث تقيم عائلة العسكري المتقاعد الذي توفي إثر إحراق نفسه صباح يوم الخميس 26 يناير 2012 م بقاعة المحكمة بالمدينة ذاتها، إلى الحديقة المركزية وسط المدينة. وتوفي المتقاعد عبد الرحيم بوكرين (عمره 45 سنة، يبيع الفواكه بواسطة عربة مجرورة، ومطلق وله ولد وبنت) على الساعة 6 والنصف من مساء يوم الجمعة بمستشفى ابن طفيل بمراكش. وتم دفن جثمانه بمقبرة سيدي صالح بمدينة القلعة بعد صلاة العشاء .وانتقلت "التجديد" إلى منزل عائلته الذي كان مملوءا بالمعزين. وصرح شقيقه عزيز، الذي يعمل سائقا لحافلة نقل للمسافرين، بأن الهالك "ليست لديه أية مشاكل عالقة مع العائلة بخصوص الإرث لأنه تسلم نصيبه نقدا، وليست لديه مشاكل مع زوجته التي انفصلت عنه سنة 2009 وتنازلت له عن حقوقها، ولا يعاني من أي مرض نفسي". وأضاف أن الهالك " كانت له دعوى قضائية مع مسؤول بفندق كان يعمل فيه، وأرسلت له الدعوى للمثول أمام المحكمة، وأن المدعي كان يطالب أخي بتعويضه بمبلغ 4 مليون سنيتم". وأشار بعض الأشخاص الذين حضروا العزاء إلى أن الراحل "قام بتكسير مجموعة من الكراسي بالفندق أثناء الخصام الذي وقع بينه وبين المسؤول عن الفندق آنذاك منذ حوالي سنتين". وأخبر عزيز أن "ملف النزاع بين أخي وصاحب الفندق موجود في المحكمة الابتدائية". وأضاف أن "أحد الأشخاص طالب بإخراج أخي من المحكمة بعد أن نعته ب(الأحمق ) وكان رد أخي (سترى هل أنا هبيل؟)". وبعدها أفرغ الهالك على نفسه 5 لترات من البنزين والتحق بالقاعة 1 بالمحكمة وأشعل النار في نفسه، فهرول القضاة والمحامون والمتتبعون في القاعة هربا من النار المتنقلة. وقد وجد المواطنون عنتا كبيرا في إطفاء الحريق. و نقل الهالك في وضعية يرثى لها إلى مستشفى السلامة بمدينة القلعة لكن المستشفى لا يتوفر على المعدات اللازمة للعلاج، فتم نقله من جديد إلى مستشفى بن طفيل بمراكش. وأخبر عزيز بوكرين أن "مما زاد في معاناتنا أن أحد المكلفين بالولاية بمراكش رفض تسليمنا الورقة الخاصة بنقل الهالك إلى القلعة إلا بعد أن يأتي الوالي لتوقيعها، ولما قدمنا له 50 درهما، أخرج تلك الورقة وطبعها ثم قدمها لنا، ولم يعد الأمر يتطلب توقيع الوالي".