مازالت ردود الفعل من قبل مكونات الحركة الأمازيغية المغربية على عريضة مناهضة العنصرية التي نشرتها أسبوعية (لافيريتي) (La verité) قبل أسبوعية تحت عنوان "من أجل قانون ضد العنصرية" تتوالى من جهات أمازيغية عدة، فبعد التهديد بمقاطعة انتخابات شتنبر المقبل أو اللجوء إلى التصويت العقابي ضد بعض الأحزاب المكونة للحكومة الحالية، طالبت إحدى الجمعيات الأمازيغية في بيان لها عقب أشغال لجنة البيان الأمازيغي المحلية بمدينة مكناس البرلمان بمساءلة الحكومة في شأن استغلال أربعة وزراء منها لنفوذهم لشتم الأمازيغية علانية عبر أسبوعية جعلت نفسها منبرا وصدى للمد العنصري ضد الأمازيغية، ودعت جمعية (أسيد) الثقافية الأمازيغية حكومة اليوسفي إلى "الإعلان عن موقفها مما اقترفه أعضاؤها منها صراحة بالتوقيع على عريضة بصفتهم الرسمية، ثم اتخاذ الإجراءات القانونية التي يقتفيها مثل هذا الانزلاق الخطير< كما جاء في البيان، ويذكر أن عريضة مناهضة العنصرية وقع عليها كل من عبد الله ساعف وزير التربية الوطنية، ومحمد أوجار وزير حقوق الإنسان، وإسماعيل العلوي وزير الفلاحة، وعبد الكريم بن عتيق كاتب الدولة في التجارة الخارجية. وعلى صعيد آخر، يتم التحضير لعقد مؤتمر للجنة البيان الأمازيغي خلال شهر يونيو الجاري لمدارسة الأوراق التي اقترحتها اللجان المحلية للبيان، وعقدت حتى الان ثلاث لقاءات لهذه اللجان في كل من مكناس وجهة تانسيفت والناظور، وستعقد قريبا لجنة منطقة الجنوب في مدينة أكادير، وأهم الأوراق التي سينظر فيها مؤتمر لجنة البيان الأمازيغي هي ورقة لحسن إذ بلقاسم عن جمعية (تاماينوت) التي تقترح إنشاء هيئة سياسية موازية للحركة الثقافية الأمازيغية، ذات صبغة (ديمقراطية حداثية)، وورقة ثانية تقترح تحويل لجنة البيان الأمازيغي إلى جمعية ذات طبيعة سياسية، تسبقها ممارسة نقذ ذاتي على الحركة الثقافية الأمازيغية، والورقة الثالثة تقترح تحويل لجنة موقعي البيان الأمازيغي إلى حزب سياسي تحت مسمى (حركة الديمقراطيين المغاربة)، ذي طابع فيدرالي، وفيما يتحرك التيار الأمازيغي على خلفية عريضة مناهضة العنصرية، ويسعى إلى لملمة صفوفه، تظل الخلافات تعرقل خروج المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى النور بسبب الاختلاف بين أعضاء اللجنة الخماسية المكلفة بتعيين أعضاء المجلس الإداري للمعهد حول الأشخاص المقترحين، لكن الخلافات توجد أيضا داخل الحركة الأمازيغية التي لم تحدد بعد موقفا نهائيا من شكل التعامل مع المعهد مستقبلا، إذ بينما يرى البعض أن هذا الأخير هدفه احتواء الأمازيغيين، يتساءل آخرون عن طبيعة عمله وعلاقاته بالأمازيغية. إدريس الكنبوري