استقبل صباح الإثنين 23 يناير 2012 مراد مدلسي وزير الخارجية الجزائري نظيره المغربي سعد الدين العثماني، في أول زيارة يقوم بها وزير خارجية مغربي للجزائر منذ زيارة محمد بنعيسى في 2003. وقال العثماني في تصريح للصحافة عقب وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، إن الزيارة التي شرع فيها للجزائر تعد بداية لسلسلة من المشاورات و التعاون بين البلدين. و أبرز أهمية «تفعيل هذا التعاون بين البلدين في برامج عملية ميدانية». وقال رئيس الديبلوماسية المغربية على وجه الخصوص ان زيارته تاتي في اطار «الارادة المشتركة» بين البلدين للاستفادة من الظروف الاقليمية و الدولية الحالية ل»بعث ديناميكية قوية في العلاقات الثنائية و تمتينها وتعميقها أكثر». وأضاف «بالنسبة لنا في الحكومة المغربية الجديدة وبالنسبة لي كوزير خارجية جديد تمثل هذه الزيارة بداية لاعطاء ديناميكية جديدة» للعلاقات بين البلدين كما تعبر عن «نية» البلدين في المضي بهذه العلاقات الى الأمام.وأوضح أنه لن يتم من خلال هذه الزيارة «الحسم في كل شيئ ولا يمكننا التحدث عن جميع البرامج» وانما هي -كما ذكر- «بداية لسلسلة من المشاورات». وأكد العثماني في نفس السياق على توسيع العلاقات الجزائرية المغربية نحو «قطاعات و مجالات جديدة» متطرقا من جهة اخرى الى اهمية التشاور في سبيل تفعيل الاتحاد المغاربي و مؤسساته. وزيارة العثماني للجزائر تستغرق يومين بدعوة من نظيره الجزائري مراد مدلسي في إطار تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين الشعبين. وعن الزيارة قال تاج الدين الحسيني إنها ستضع القطار على السكة في علاقة المغرب مع جاره الشرقي، مؤكدا أنها لا يمكنها أن تحل جميع الإشكالات التي تعرفها هذه العلاقة التي عرفت قطيعة طويلة، إلا أن هذه الزيارة إذا استثمرت وعرفت جدية من الطرف الجزائري فستظهر بوادرها الأولى عقب الزيارة مباشرة. وبخصوص النقاط التي ستكون مطروحة على جدول أعمال لقاء الزيارة قال أستاذ العلاقات الدولية، في تصريح ل»التجديد»، إن فتح الحدود المغلقة منذ 1994، وقضية المهاجرين المغاربة المطرودين بالجزائر، والتعاون على الإرهاب، والتعاون الاقتصادي المشترك، من انتقال للمواد والأشخاص ستكون من الملفات العاجلة التي سيناقشها الطرفان. وأكد الحسيني أن هذه الزيارة من شأنها أن تعيد الروح للمغرب العربي، موضحا أنه يجب أن يطغى عليها الشق الاقتصادي في أفق التبادل الحر وإقامة اتحاد جمركي، وصولا إلى سوق مشتركة من أجل قوة الإتحاد لمواجهة تحديات العولمة. وسيتطرق الجانبان حسب بلاغ الخارجية دائما إلى «تعميق الحوار حول القضايا المرتبطة بمسلسل تطوير عمل وآليات اتحاد المغرب العربي من أجل الدفع به إلى ما يطمح إليه قادة و شعوب المنطقة». أما الطرف الجزائري، فإن الزيارة تأتي وفقا لما صرح به الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أمس الأحد ، في إطار «الديناميكية البناءة التي انخرط فيها البلدان من خلال تبادل الزيارات الوزارية والتشاور من أجل تعزيز علاقات الأخوة والتعاون». إلى ذلك أعلن الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية أول أمس الأحد أن الجزائر طلبت إدراج مسائل أمنية في الاجتماع الوزاري لاتحاد المغرب العربي المتوقع «على الأرجح» في 17 فبراير القادم في الرباط. ونقلت الوكالة أيضا أن وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أكد مؤخرا أن دول اتحاد المغرب العربي «مدعوة إلى العمل على التوصل إلى انسجام» في سياساتها الاقتصادية و الاجتماعية.