نظمت جمعية الفكر التشكيلي بتعاون وتنسيق مع مديرية الفنون بوزارة الثقافة لقاءا فكريا قدمه الإعلامي و الباحث عبد اللطيف بوجملة برواق باب الرواح بالرباط أمس الخميس تحت عنوان : «الإعلام والتشكيل الإشكالات والتعاقدات». وانطلق اللقاء الفكري في نقاش المضوع، من التباعد والقرابة، والإشكالية القائمة بين الشخصيتين : الفنان التشكيلي بعوالمه ورؤاه، والعامي بضواطه وانتظاراته وذلك في أفق رسم معالم وسائطية مشتركة لا تجحد حق أي طرف من الطرفين. وانطلق المنتدى الثالث من أرضية تتوجه نحو التساؤل عن شروط بناء تواصل شفاف ونافذ وعميق بين دائرتي التشكيل والإعلام، وعن كيفية خلق الثقة المتبادلة بين الإعلامي والتشكيلي. وذلك من خلال إبراز أن التشكيلي يبدل فائق جهده لإخراج منجزه الفني وجعله يحمل رؤية عن الذات وعن العالم، ويشكل إضافة نوعية إلى سواه من المنجزات الفنية وطنيا وإقليميا ودوليا، إضافة إلى أنه يشترط من الإعلامي أن يكون خير وسيط بينه وبين مجموع المتلقين، يشترط أيضا أن يقدر دوره بوصفه مبدعا من طراز آخر وليس مجرد قناة أو معابر عارضة لا تكاد تمحى. وتناولت الأرضية الثقافية لمنتدى الفكر التشكيلي، في مناقشتها للموضوع، فرضية مفادها أن العروض التشكيلية التي تتجه إلى التلقي العمومي لا تصاحبها في الغالب نقاشات مفتوحة تستكشف عوالمها الدلالية وتسائل تجربها الجمالية وأساليبها وتقنياتها وتعبيراتها، مضيفة أن الانشغال بالسؤال الجمالي عموما وبالمنجز التشكيلي تخصيصا يكاد يتحول إلى نوع من الترف الفكري الذي لا ينفتح على المتلقي العمومي. ومن أجل تجسير العلاقة بين الفن والمجتمع وبين المبدع والفضاء العمومي، اقترحت الحلقات الثقافية التي ستأخذ صورة لقاءات مفتوحة تصاحب العروض التشكيلية وتغني النقاش حول الابداع الفني في المشهد الجمالي الوطني وتسعى إلى ربط الصلات بين المبدعين والنقاد وعموم المتلقين بما يخدم الثقافة الجمالية تحديدا. وأكدت الأرضية الثقافية، أن العلاقة بين الفنان والاعلامي ليست بالوضوح المفترض، معتبرة أنها تتسم بالتوتر والتنافر والرغبة في الاستتار وتحويل كل طرف للطرف الثاني إلى سلعة مفترضة أو إلى حلقة وصولية.