تشهد البحرين حاليًا إقبالاً جماهيريًّا كبيرًا على استهلاك "زمزم كولا" المشروب الإيراني البديل للمياه الغازية الأمريكية "كوكا كولا"، مع انتشار المقاطعة الشعبية للمنتجات الأمريكية في العديد من الدول العربية والإسلامية، وزيادة المشاعر المعادية للولايات المتحدة؛ بسبب سياساتها المتحيزة لإسرائيل في قضية الصراع العربي - الإسرائيلي. وقال مسؤول في شركة "قطرات زمزم للمشروبات الغازية" لوكالة الأنباء الفرنسية: إن هناك طلبًا ملموسًا في السوق لمشروبات غازية بديلة عن المشروبات الأمريكية، وهو "ما دفع الشركة لاستيراد المشروب الإيراني" مقابل مشروبي كوكا كولا وبيبسي كولا الأمريكيين. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه أن "السوق كانت تبحث عن بدائل للمنتجات الأمريكية"، مشيرًا إلى أن "الإقبال على المشروب الإيراني من قبل المستهلكين جاء حسب التوقعات". وتتصاعد مشاعر العدائية تجاه الولاياتالمتحدة في البحرين رغم علاقات التحالف الوثيقة بين حكومتي المنامة وواشنطن. وباتت مقاطعة المنتجات الأمريكية حقيقة ملموسة في البحرين البلد الوحيد في العالمين العربي والإسلامي، الذي هوجمت فيه السفارة الأمريكية من قبل متظاهرين غاضبين في ذروة الاحتجاجات الشعبية التي عمَّت العالم على الاجتياح الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في الأسابيع القليلة الماضية. وخلال المظاهرة التي نُظِّمت في الخامس من إبريل 2002م، وشارك فيها نحو 20 ألف شخص قتل بحريني وأصيب نحو مائة بجروح. وبعد خمسة أيام نقل نحو 500 طالب يعاني معظمهم من الاختناق إلى المستشفى، بعد أن قامت قوى الأمن بتفريقهم خلال مظاهرة أخرى مؤيدة للفلسطينيين في المنامة باستخدام القنابل المسيلة للدموع. ودفعت مشاعر السخط حيال كل ما هو أمريكي، الملاك المحليين لفروع المطاعم الأمريكية الشهيرة إلى إطلاق حملات ترويجية تهدف إلى إقناع البحرينيين بأن مطاعمهم لا علاقة لها بالمطاعم الأمريكية باستثناء الاسم التجاري. وبدأ مطعم "بيرجر كينج" في البحرين حملة في الصحف مؤخرًا عبر إعلان مدفوع يوضح فيه أن الشركة المالكة "لا تقوم بدفع أي مبالغ لأي شركة أمريكية، وأن خمسين في المائة من موظفيه بحرينيون". وذهبت إدارة مطعم بيرجر كينج المملوك ل"مجموعة جواد التجارية" إلى أبعد من ذلك، بوضعها صناديق زجاجية للتبرعات مزينة بأعلام فلسطينية، لكن فروع الشركة ظلَّت خاوية من الزبائن بشكل ملحوظ. وقال مسئولون بالشركة التي تدير سلسلة "مطاعم مكدونالدز" في البحرين: إن علاقة مكدونالدز البحرين بالشركة الأمريكية "تقتصر فقط على العمولة التي تدفعها مقابل استخدام اسمها التجاري"، وإن المبالغ التي تدفعها الشركة كالتزامات ومصاريف تشغيلية "يتم ضخها مباشرة في الاقتصاد الوطني". وقال المحلل الاقتصادي خالد عبد الله: إن مقاطعة السلع الأمريكية قد "لا تؤثر بشكل مؤلم" على الشركات الأمريكية مقارنة بحجم سوق البحرين الصغيرة (نحو 650 ألف نسمة) مع أسواق العالم، لكنها "ملموسة" وتبدو "أكثر جدية من المرات السابقة، وتبعث برسالة سياسية مباشرة". وفي العديد من شوارع البحرين بما فيها الطريق السريع المار بمحاذاة السفارة الأمريكية بالمنامة، كتبت أحرف "يو.إس.إيه" بالإنجليزية؛ لتمر فوقها السيارات تعبيرًا عن الاستياء من سياسات الولاياتالمتحدة المنحازة إلى إسرائيل.