قال محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح إنه بفوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية الاخيرة تكون الحركة الاسلامية قد بدأت تجني ثمار 30 سنة من المشاركة والتدافع من خلال المؤسسات . واستعرض الحمداوي في الحفل الذي نظمته الحركة بالدار البيضاء ليلة أول أمس الاثنين على شرف البرلمانيين الفائزين في الجهة، مسيرة 30 سنة على تأسيس «الجماعة الإسلامية» في نوفمبر سنة 1981، التي قال أنها كانت لحظة «شكلت منعطف الخروج من العمل السري إلى العمل والمشاركة والتدافع من خلال المؤسسات». وبعد حديثه عن ما سمي ب «ثورة الصناديق» التي أعطت النتيجة التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية شدد الحمداوي على أن «التحدي اليوم هو أن ننتقل من أعضاء يشتغلون بالتنظيم ومن داخل التنظيم، وووفق برامج التنظيم إلى أناس قضيتهم هي خدمة المجتمع وخدمة الأمة الإسلامية بشكل أكبر». فما سطرناه - يضيف رئيس الحركة – «في أولوياتنا وفي رؤيتنا ورسالتنا يتوجه نحو (الإسهام في إقامة الدين وتجديد فهمه والعمل به)، والمحطة اليوم هي (تجديد فهم الدين والعمل به)». والتحدي المطروح كما عبر عنه محمد الحمداوي إزاء كل ذلك ليس هو «تسطير المؤاخذات وتحديد المواقف من التجاوزات والاختلالات، ولكن كيف يمكن أن تكون الحركة فعلا مجددة لفهم الدين لكي تكون في مستوى هذه التطلعات». وشدد بالقول «سننجح حقيقة إذا قام المغاربة بأغلب اتجاهاتهم في الدفاع عن هويتهم وعن مبادئهم وعن أخلاقهم، ونتحول من حزب أو تنظيم هو الذي تحمل هذه المسؤولية، إلى أن نمكن المجتمع من أن يستوعب بأن هذه القضية ليست خاصة بين العبد وربه، بل إن أي انطلاقة حقيقية للمجتمع المغربي، لا يمكن أن تكون إلا عندما يستوعب كل المجتمع وكل الفاعلين أن عنصر الدين والأخلاق والمبادئ والقيم..هي عنصر انطلاقة وقوي لفعل جديد». وختم الحمداوي كلمته موجها الحاضرين، بالقول «بالتأييد الرباني وبمجهودات كل الأعضاء، كل المجالات التي دخلناها أصبحت مكتسبات، وبالتأييد الرباني وبالمجهودات والنضال والانتقال الجديد لمفهوم الانتماء سننتصر مرة أخرى وندخل الإصلاح إلى المجتمع المغربي وننخرط فيه جميعا». وفي كلمة مؤثرة لعبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية دمعت عيناه وهو يخاطب كل الذين حجوا لمتابعة فعاليات الحفل المنظم ب «أسرتي ونفسي لقد ابتلاني الله بمحبتكم والحرص عليكم منذ انتقلنا قبل 35 سنة، وأصبحت منتميا إلى هذه الحركة المباركة». ووجه بنكيران رسائل ثلاثة إلى الحاضرين أولها الاستقامة على منهج الله في الالتزام بالدين وتجديد فهمه، وفي الحفاظ على هدف رضا الله ناصعا لا يخالطه أي شيء، وقال «عشنا في السياسة دروسا ربانية وإيمانية قوية»، مذكرا في هذا الاتجاه بأن المنتمين للتنظيم تعاهدوا على أمور ينبغي الوفاء بها، وأعطى مثلا لذلك بالانضباط إلى المساطر والوفاء بما تم التعاهد عليه، ومن لم يلتزم خسر الجولة لأنه امتحن في إيمانه وتبين فعلا أن لا يصلح أن ينتمي لمؤسسة يمكن أن تسيير شؤون البلاد. وحدد بنكيران الرسالة الثانية في المحافظة على الملكية وعلى الوطن، والرسالة الأخيرة بالحرص على والعناية ببالحركة التي ينتمون إليها. من جهته، اعتبر عبد الله باها نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن نتائج الانتخابات تبين أن الشعب المغربي له عبقرية وله خصوصية، إذ إنه في الوقت الذي اختارت مجموعة من الشعوب ثورات الشوارع، اختار المغاربة «ثورة الصناديق». مؤكدا على أن المغرب مر من منعطف حرج ولكن كثافة تصويت الناخبين على العدالة والتنمية عكس هذا الوعي وهذه اللحظة التاريخية. ولذلك ف «أول من يستحق التهنئة هو الشعب المغربي، لأننا بما وقع سنخرج من منطقة الاضطراب إلى منطقة الاستقرار» يقرر القيادي بحزب العدالة والتنمية، معتبرا أن الدخول إلى مرحلة التدبير الحكومي نقلة على مستوى منطق المشاركة، الذي ينبغي الآن إعادة النظر لترسيخه وتجويده وتعميقه للسير إلى الأمام. وفي أعقاب ذلك وجه إلى التواضع والإبداع والجرأة والتؤدة ومزيد من العمل.