كشفت صحيفة «الشروق» الجزائرية عن «فضحية» ارتكبتها السلطة الفلسطينية باستيلائها على 2.5 مليون دولار أرسلها الشعب الجزائراي لقطاع غزة، دعما منه لضحايا الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة، مضيفة بأن الهلال الأحمر الفلسطيني حول الأموال لرئيس السلطة محمود عباس. وقال الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري لحسن بوشاقور، لصحيفة «الشروق»، إن هيئته قدمت صكا تقارب قيمته 20 مليار سنتيم، أي ما يعادل 2.5 مليون دولار، تم تحويلها بعد اتخاذ الاجراءات القانونية نحو وكالة القرض الشعبي الجزائري في شارع ديدوش مراد بالعاصمة، مع تقديم ملف كامل لممثل الهلال الأحمر الفلسطيني، مضيفا أن الأموال الموجهة لسكان غزة جاءت من تبرعات الجزائريين لدعم ضحايا القصف الصهيوني لغزة بأمر من رئيس الجمهورية، وأشرفت على جمعها صناديق الزكاة عبر كل مساجد الوطن. ويمتلك ممثل الهلال الأحمر الجزائري، وصل إيداع من البنك الأردني يفيد بتحصيل الأموال الجزائرية. ويقول بوشاقور إن المؤسسات البنكية في الجزائر قامت بكل الإجراءات القانونية لتحويل المساعدات المالية إلى سكان غزة عن طريق ضخها في حساب الهلال الأحمر الفلسطيني رقم 278977 / 510 في بنك العقبة بالعاصمة الأردنية عمان، مؤكدا أن «الهلال الأحمر الفلسطيني لم يبلغ نظيره الجزائري عن وجهة المبالغ المالية الموجهة من الجزائريين إلى سكان غزة». وبشأن تعاطي هيئة الهلال الأحمر الفلسطينية مع القضية منذ تقديم الصك المالي، قال ممثل الهلال الأحمر الجزائري، إن هيئته لم تتلق أي استفسار أو توضيح لمسار الأموال الموجهة لضحايا العدوان الصهيوني في غزة، غير أنه وحسب وثيقة مؤرخة في 16 أكتوبر الجاري صادرة من السفارة الفلسطينية، تقر فيها السفارة الفلسطينية بالجزائر أنها أشرفت على حفل سلم من خلاله الهلال الجزائري نظيره الفلسطيني شيكا بالمبلغ المقرر. وواضح من خلال الوثائق السالفة الذكر وتتبع مسار الأموال الجزائرية أنه تم بالفعل تحويلها عن مسارها الذي أمر به الرئيس بوتفليقة بأن توجه المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة، لكنها من خلال ما توفر من معلومات يبدو أنها أخذت مسارا آخر باتجاه سلطة محمود عباس في رام الله، وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها تحويل المساعدات الجزائرية الى الفلسطينيين، بعد تلك الإعانة المقدرة بأكثر من 300 مليون دولار التي خصصتها الجزائر لكل الفلسطينيين، غير أنها آلت فقط لسلطة رام الله.