قال الفنان وجدي العربي إنه من المفروض ألا يكون هناك فن ملتزم وآخر غير ملتزم، فالفن في جوهره من واجبه أن يراعي ضوابط وقيما وأسسا لا غنى عنها ولن ينصلح دونها. وأضاف الفنان في حوار للجزيرة «الفن بذاته قيمة كبيرة ومحورية، يمكن أن ننحدر بها إلى الحضيض أو نسمو بها للأعلى، ومسمى «الفن الملتزم» يوحي بأننا نوافق على وجود الفن الهابط، ، ولكن الأصل في تقديره «أن الفن له معنى واحد، هو السمو والرقي في مضمونه وشكله، وآن الأوان أن نبني قاعدة جيدة، لا تفرز إلا الفن الجيد الهادف الإيجابي النافع للأسرة والمجتمع وفق ضوابط وروابط وأصول. وأكد العربي أنه لا يوافق على مسميات: «المسرح الديني» و»المسرح الإسلامي» و»المسرح الملتزم»، فلنقل: فن ذو قيمة. عن مقومات مقومات تحقيق هذا الفن قال العربي « أعتقد أن الإصلاح يبدأ بالنص والكلمة في المقام الأول، ثم يلي ذلك دور الفنان والمخرج، والنص هو المحرك والموجه للعمل الفني، وعلى الممثل أن يتحرى الصدق ويفكر بتمهل ومن واقع المسؤولية، قبل موافقته على النص والعمل، وعليه أن يتسلح برؤية وفكر ومعرفة ومرجعية واعية، تمكنه من الانتقاء والتجويد بشكل متبصر». و أستبعد الفنان المخاوف على الفن من الإسلاميين قائلا،:أعتقد أنها مجرد فزاعة مختلقة للتخويف من صعود وبروز الإسلاميين، خاصة على المستوى السياسي والمجتمعي». والمطلوب هو أن نجد فنا راقيا يقوي وينهض بالأسرة والبيت الشرقي، كفن لا نخجل منه ولا نخشاه على الأبناء.فن يزدهر بالكلمة الطيبة والصورة الجميلة والحركة الراقية بما يحترم الجمهور وثقافته، خاصة وأن الابتذال في الفن يخالف الفطرة السوية النقية. ودعا العربي الفنانين والمسرحيين أن يقدموا للعالم بأسره فنا راقيا يحمل فكرا وإبداعا حقيقيا، يبرز الصورة الصحيحة للعرب والمسلمين وقيمهم وقضاياهم، دون تهافت أو ابتذال أو خجل، وهذا النمط يجب أن يكون محور التركيز من قبل المؤلف والفنان، فكثير منهم انفصلوا عن الواقع، وابتعدوا كثيرا عن مهمة ودور الفن الحقيقي. وبدأ الفنان وجدي العربي التمثيل منذ بواكير طفولته، قدم خلال مسيرته مسرحيات وأفلاما جادة نحت منحى سياسيا منها مسرحية «الشفرة»، التي قدمت رؤية استشرافية لمستقبل مصر في السنوات الخمسين المقبلة، تصور فيها انتخابات رئاسية حرة، وحلم بمقاضاة من سرق ونهب وخان الوطن. كما يشارك الممثل في مشروع فيلم ومسلسل عن الإمام حسن البنا، ويؤدي أيضا شخصية المطران «كابوتشي» في مسرحية «مرمرة» عن العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية، التي من المنتظر أن تقدمها فرقة «مسرح الجزيرة» على مسرح قطر الوطني عقب عيد الأضحى.