تعتبر فرقة الاعتصام المغربية من بين الفرق الفنية التي سطع نجمها في سماء الفن الملتزم والإنشاد والسماع و مدح الرسول صلى الله عليه و سلم و الأندلسي... سواء داخل المغرب أو خارجه. و قد صدر لها عدة ألبومات في ذلك تفاعلا منها مع اهتمامات المجتمع العربي عموما، و المجتمع المغربي خصوصا، الذي يعشق كل ما هو أصيل. عن مسار هذه الفرقة و ما يجري في الساحة الفنية الوطنية أجرت التجديد حوارا مع حسن مجيبل رئيس الفرقة. كيف تقيم المسار الفني لمجموعة الاعتصام الفنية ؟ بسم الله الرحمن الرحيم، بادئا دي بدء أشكر جريدة >التجديد< على الاستضافة. ونتمنى لها مزيدا من التوفيق. بخصوص مسار فرقة الاعتصام المغربية ، فقد حاولت الفرقة منذ أن تأسست في مطلع الثمانينيات أن تقدم لأمتها فنا رساليا، وقد نجحت بفضل الله وتوفيقه في أن تبقى وفية للرسالة التي تحملتها. و الحصيلة أننا و الحمد لله شاركنا في العديد من التظاهرات الفنية داخل الوطن و خارجه. ففي الداخل شاركت الفرقة في مهرجان فاس للموسيقى الروحية سنة 2004 ، كما شاركت في مهرجان الرباط الدولي سنة 2002 ، أما في الخارج فللفرقة مشاركتين بفرنسا . هذا بالإضافة إلى إصدار 2 كليبات فيديو و و15شريطا سمعيا من بينها أشرطة بلغات أجنبية. ما هي أهم المواضيع التي تتطرق إليها الفرقة؟ بالنسبة للمواضيع، فأعمالنا تتناول قضايا العقيدة و الهوية و الوحدة و الاغتراب و هي قضايا ذات أهمية كبرى في عصرنا الحالي. بالإضافة طبعا إلى قضايا اجتماعية ووطنية. السؤال الثالث: ماهي أهم العراقيل التي تلاقونها في مساركم؟ فهناك عدم التفرغ أساسا. من جهة أخرى يجب القول أنه من حيث العراقيل آن الأوان أ ن تؤخذ المسألة الفنية مأخذ الجد في عصرنا الحالي، بمعنى الدراسة المتخصصة والأكاديمية فهذا شيء أساسي، على أن المشكل الأكبر يظل مشكل الإنتاج والتوزيع. في نظرك هل الفن الملتزم اليوم يلقى نجاحا في الساحة الفنية أم مازال محاصرا؟ بصراحة الفن الملتزم ليس محاصرا، رغم ما نشاهده اليوم من مؤسسات إعلامية ضخمة. لكن أمام هذه المؤسسات يجب التحلي بالمرونة و الحكمة و التبصر، و بالمزيد من الواقعية و الانفتاح البناء على المجتمع و مؤسساته. لأن الفن الملتزم يلقى انتشارا ونجاحا كبيرين والإقبال عليه دليل على ما أقول. كما أدرك الناس اليوم أن الفن الملتزم ليس بعبعا مخيفا، و لا هو إماتة للقلب و المشاعر. بل هو تغني بقضايا الإنسان والكون و الحياة... ما هي رؤيتك للأنماط الغنائية الموجودة على الساحة خصوصا الشبابية؟ وهل لها علاقة بالثقافة الفنية المغربية الأصيلة؟ يجب أن نعي أن المجتمع المغربي كائن ينمو و يتطور، و عليه فيجب علينا أن نستوعب أن الرائج اليوم في الساحة من أغاني الشباب ظاهرة طبيعية تتعايش مع الملحون و الأندلسي و غيرهما من الألوان الموسيقية الأخرى، وبالتالي لا خوف على الأصالة الفنية المغربية لأن في آخر المطاف هؤلاء شبابنا ولهم أن يختاروا ما يشاؤون. لكن علينا أن نتيقن أنهم سيبقون مرتبطين بأصالتهم المغربية وموسيقاهم الجميلة الغنية. هل تعتقد أن المهرجانات الفنية تساعد في انتشار نوع معين من الأغاني دون الفن الملتزم؟ من المفروض أن المهرجانات يجب أن تكون وسيلة إمتاع ومؤانسة و وسيلة ترفيه وتربية، و كذلك مجالا لإظهار براعة الشباب المغاربة في الموسيقى الراقية. و هذه المهرجانات تساعد على انتشار الفن الملتزم لكن شريطة أن يكون فيها تكافؤ الفرص... على مستوى آخر يجب على الفنانين الملتزمين أن يشاركوا في هذه المهرجانات حتى يقدموا البديل للأغنية المبتذلة.. كيف ترى تعامل الإذاعات الجديدة مع الفن الملتزم؟ في الواقع هناك قنوات شهيرة بترويج نوع غنائي مبتذل ولا يهمنا أمرها...لكن في المقابل هناك قنوات أو إذاعات ملتزمة . الا أنه بالنسبة لنا فنحن نسعى إلى أن نجنب أنفسنا التصنيف، بحيث نتعامل مع كل ما نلمس فيه الصلاح و نعمل على نشره . وقد سبق للاعتصام المغربية أن تعاملت مع قنوات و إذاعات وفق ضوابطها و كانت النتيجة خيرا والحمد لله. كيف ترى مستقبل الفن الملتزم؟ بخصوص مستقبل الفن الملتزم فإنني أرى أنه سيحقق نجاحا وسيلقي إقبالا وانتشارا. هذا إذا ما بقي منضبطا بضوابط الشرع وفيا لمنطلقاته و مبادئه...وما أقوله عن الفن أقوله عن الفنان الذي هو صاحب رسالة.