من المنتظر أن تحسم لجنة تدبير المعشات يوم 17 أكتوبر المقبل في سيناريو حل معضلة حل مشكلة حرمان 550 ألف من المتقاعدين من المعاش بفعل عدم استيفائهم لشرط التوفر على عتبة 3240 يوم عمل. وأنهت اللجنة التقنية داخل صندوق الضمان الاجتماعي أشغالها واضعة ثلاث سيناريوهات لحل مشكل تمتيع شريحة «المحرومون من المعاش لأسباب مسطرية» من الحق في الاستفادة من المعاش. ومن السيناريوهات الأكثر احتمالا تنزيله، يرى عضو في اللجنة التقنية لمعالجة قضايا المعاشات، أنه من المحتمل تقسيم «المتقاعدين المعنيين» إلى ثلاث خانات وفق عدد أيام العمل المسجلة، حيث من المحتمل في المرحلة الأولى تمتيع المتقاعدين الذين «راكموا أزيد من 1800 يوم عمل»، وهو ماسيؤدي، إلى حرمان 240 ألف من المتقاعدين من التعويض في مرحلة أولى». ومن المتوقع، أن يكلف هذا السيناريو 257 مليون درهم خلال السنة الأولى من تطبيقه. ويبقى أكبر تحد أمام سيناريوهات حل معضلة «تقاعد المحرومين من المعاشات» هو من سيتحمل تكلفة الإصلاح، لاسيما مع «عجز» ميزانية صناديق الحماية الاجتماعية بفعل سوء تدبير هذه الصناديق خلال الفترة السابقة. من جهة أخرى، تبلغ نسبة الأشخاص المسنين في المغرب، الأزيد من 60 سنة، 2.4 مليون شخص حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى عام 2004, فإن هذا الرقم يظل مرشحا للارتفاع بشكل ملحوظ خلال السنوات القادمة بالنظر إلى أن المغرب يمر بفترة انتقال ديموغرافي تتميز بشيخوخة الساكنة وارتفاع أمد الحياة. وحسب توقعات المندوبية السامية للتخطيط, يرتقب أن يرتفع عدد الأشخاص المسنين بنسبة 3.5 بالمائة في السنة ما بين 2010 و2030، مقابل 0.9 بالمائة بالنسبة لمجموع الساكنة، لينتقل الرقم إلى 5.8 مليون سنة 2030.. ما يمثل نسبة 15.4بالمائة من الساكنة مقابل 8.1 بالمائة حاليا. ويضع هذا المعطى المغرب أمام تحدي ضمان تكفل طبي واجتماعي واقتصادي ملائم للأشخاص المسنين. وتظل الإشكالية الثانية المترتبة عن شيخوخة الساكنة المغربية ذات بعد اقتصادي, إذ يتعلق الأمر بمعاشات التقاعد التي لا يستفيد منها، حسب ذات البحث، سوى 16بالمائة من الأشخاص المسنين.. كما تكتسي الإشكالية وقعا أكبر لدى النساء المسنات اللواتي تعتبرن مهمشات بالنظر إلى مشاركتهن في النشاط الاقتصادي التي لا تتجاوز نسبته 34.2 بالمائة، مع نسبة ضعيفة للمحالات على المعاش والتي تصل إلى 3بالمائة، في حين لا تتخطى نسبة المستفيدات من التغطية الصحية ال8.5بالمائة. كما يضاف إلى هذه الصعوبات المعدل المرتفع للأرامل، نسبيا، مقارنة مع الرجال، ويصل إلى 52.2 بالمائة بوجزد تفسير في أمد الحياة الأكبر لدى العنصر النسوي.