قال محمد الفيزازي إن الظروف السياسية المتوفرة حاليا هي غير الظروف البائدة، خاصة أن الانتخابات لم تعد مسرحية هزلية يعرف فيها الفائز من الخاسر مسبقا وهو الأمر الذي كان يمنعنا من المشاركة.أما اليوم يقول الفيزازي وبفضل الحراك العربي ، فليس أمام الحكومة المغربية من مناص سوى الإلتزام بالنزاهة والشفافية في الانتخابات.وهو الأمر ،يؤكد محمد الفيزازي ، الذي يلزم الحركة الإسلامية بالمشاركة وبخوض هذه الانتخابات لأن نتائجها في النهاية ستقع على الجميع. وأضاف الفيزازي في أن الإسلاميين بكل أطيافهم ليسوا في منئى عن المدافعة السياسية مع الخصوم والفرقاء. وأن المنطق يقتضي أن تكون للإسلاميين بصمة في هذا المسار لأنه لن يكون من حقها الشكوى إن هي فرطت في التدافع حول قيم يوافق الحركة الإسلامية عليها أغلب الشعب المغربي، واعتبر أن أقوى ورقة لدى الإسلاميين هي الشعب لأنهما يشتركان في مرجعية واحدة وهي المرجعية الإسلامية.وقال المتحدث ذاته أن الحركة الإسلامية إن هي أحسنت التحرك وطرح الأفكار والبرامج لا يمكن إلا أن تفوز بهذه الانتخابات، مشترطا لذلك أيضا نزول العلماء والدعاة لمخاطبة الناس وتوضيح الرؤى لهم من أجل المشاركة والتدافع. وفي ما يخص موضوع الملاحظة البعدية أو إصدار التقارير والمواقف البعدية دون المشاركة في التدافع السياسي، قال الفيزازي إن إعداد التقارير والملاحظات نوع من السلبية لا تفيد في شيء على اعتبار أن التقرير والملاحظة يلزمان الحركة الإسلامية بالمشاركة في مسار هذه الانتخابات، لكون التقارير نوع من الفرجة عن بعد، فضلا عن كون التبعات تهم الجميع. وأوضح الفيزازي أن الحركة الإسلامية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بعدم ترك الساحة لمن يريدون أن «يعبثوا بأخلاق الأمة لأنه وبعد ذلك لن ينفع عض الأنامل». وقال الفيزازي أحد مشايخ السلفية أن على المقاطعين أن يفهموا أن إحجامهم هو نوع من ممارسة السياسة وأن الانسحاب لا يولد إلا فوز الفاسد، وهذا ليؤكد للفيزازي أنه لا مناص للحركة الإسلامية من خوض غمار الانتخابات بكل إخلاص واستقامة. وفي ما يتعلق بمشاركة التيار السلفي فتوقع الفيزازي إقبال هذا التيار على المشاركة بين يدي الانتخابات التشريعية القادمة، معتبرا أن آفة السلفيين تكمن في غياب تنظيم يجمعهم ويتحلقون فيه وحوله، وتحولوا إلى مريدين بتحلقهم حول شيوخهم، ولو أن السلفيين تنظموا داخل تنظيم ما لتحولوا إلى قوة جبارة داخل المغرب وإلى رقم لا يستهان به، لأنهم يعدون بمئات الآلاف، وأضاف متأسفا أن بعضهم ما يزال يعتبر أن من البدع المشاركة في المسيرات والتظاهرات. ودعا بهذا الخصوص إلى تدارك هذا النقص الكبير المتعلق بالمشاركة السياسية للحركة الإسلامية وإلى توحيد الصف وترك الخلافات التي تضر العمل الإسلامي، كما دعا إلى إسناد الحركة الإسلامية المشاركة سياسيا مثل حزب العدالة والتنمية والنهضة والفضيلة والبديل الحضاري، داعيا الآخرين إلى المشاركة لنصرة من يحملون هم هذه الأمة وحث على المشاركة وعلى تجاوز السلبية على الإقدام لا الإحجام.