يا من أبقاك الله ومدَّ في عمرك إلى أن دخل عليك هذا الشهر، اغتنم الفرصة والأجر، تنل من الله الخير، وقد أخرج الترمذي في سننه عن أبي بكرة رضي الله عنه: أن رجلاً قال: يا رسول الله، أيُّ الناس خير؟ قال: «من طال عمره وحسن عمله». قال: فأي الناس شر؟ قال: «من طال عمره وساء عمله» (الترمذي 2330 وصححه الألباني). وقد اقتضت حكمة الله تبارك وتعالى أن يفرض علينا صيام رمضان كما فرضه على من قبلنا، غير أن هذه الأمة لما كانت أقصر الأمم أعمارًا عوضها الله عن ذلك بمضاعفة الأجر على الأعمال رحمةً بها، وإكرامًا لنبيها صلى الله عليه وسلم، وقد حباها في هذا الشهر الكريم بمنح عظيمة تترتب على اغتنام العبد لأيامه ولياليه، ومن هذه المنح ما يلي: 1- تحصيل التقوى التي هي خير زاد، قال الله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة:183) أي: لعلكم تتقون بصومكم ربكم، وهكذا تبرز الغاية العظمى من الصوم، وهي التقوى، والصوم طريق موصل إليها. ❖ بركات خاصة برمضان: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة». . وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل شهر رمضان فُتحت أبواب السماء، وغُلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين». ❖ مِنَح مخصوصة بالصيام في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام جُنّة – زاد في رواية مسلم إذا أصبح أحدكم يومًا صائمًا - فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم – مرتين – والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها». (البخاري 1894، ومسلم 1151). وهذا الحديث قد اشتمل على كثير من المنح الربانية، ومنها: أن الصيام حصن ووقاية من النار. قال ابن العربي: «إنما كان الصوم جُنّة من النار لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات». ❖ المباعدة عن النيران ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من صام يومًا في سبيل الله بعَّدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفًا». (البخاري 2840، ومسلم 1153). ❖ الصيام لا مثل له ففي سنن النسائي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال: «عليك بالصيام فإنه لا مِثْل له». ❖ للصائمين باب من أبواب الجنة لا يدخل منه أحد غيرهم فعن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد». ❖ في رمضان ليلة خير من ألف شهر من قام فيها لله غفر له ما تقدم من ذنبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه». .