ظهر هذا الكتاب في وقت مبكر على يد ثلة من المبشرين حيث كانت الساحة الأدبية" تفتقر لمثل هذه الكتب ونال شهرة كبيرة، إلا أن شهرته ونذرته في الساحة الأدبية لم تشفع له لدى السادة العلماء الذين واجهوه بانتقادات حادة متهمين إياه بارتكاب أخطاء كثيرة يصعب السكوت عنها، والسبب الذي دعاني للخوض في هذا الموضوع هو أني سمعت إحدى الادعاءات المشبوهة ببلادنا تروج لهذا الكتاب في إشهارها وتحث المستمعين لاقتنائه فورا، ولا سيما أن المنجد طلابي فربما قلده في عبارته من لا يعرف، فوقع مثله في الخطأ، هذه الأسباب هي التي جعلتني أدلي بدلوي في هذا الموضوع مقتصرا على ذكر بعض الحالات فقط. 1 أخطاؤه في التعريف بسور القرآن الكريم فعلى سبيل المثال سورة الهمزة ضبطها بفتح الهاء وسكون الميم والصواب ضم الهاء وفت الميم ص 553. 2 اخطاؤه في التعريف بالهجرة النبوية قال: وقد هاجر معه المهاجرون والأنصار، والأنصار في عرف الإسلام والسيرة النبوية هم أهل المدينة الذين نصروا النبي صلى الله عليه وسلم، فالأنصار لم يهاجروا كما يزعم صاحب المنجد ص 550. 3 التناقض في تعريف ببعض المذاهب الهدامة ففي تعريفه بحركة القرامطة قال: اسم يطلق في سعة المعنى على الحركة الإصلاحية الشاملة للحياة الاجتماعية والقائلة بالتساوي بين طبقات الناس ولا ندري ما هو الإصلاح الذي قامت به هذه الحركة غير القتل والنهب وبث الرعب في نفوس الآمنين وشق العصا على الولاة كيفما كانوا؟ ويكفينا أن ننقل بعض عبارات المنجد نفس في شرح الاصطلاح القرمطي مثل قوله: والقرمط في حو المعنى اسم يطلق على على جماعات من شذاذ العرب والانباط الذين تنظموا على أساس شيوعي متستر وأنشأوا في سوريا واليمن مواطن القلق والثورة على الدولة، يكفينا هذا لمعرفة طبيعة هذه الحركة الاصلاحية المزعومة ولنسأل صاحب المنجد بعد ذلك عماذا يهدف إليه من وراء هذه الأقوال المتناقضة التي يشحن بها مؤلفه ص 2 41. 4 تقليب الحقائق وفي ترجمته لمن تسمى قرة العين، وهي امرأة استهواها مؤسس البهائية ولما ظهر فساده وقتل قتلت معه، ولكن صاحب المنجد يظهرها بصفة المرأة العالمة المتحررة وينسى ما رميت به هي والدعوة البهائية من الفضائ كما ينسى كثيرات غيرها من فضيلات النساء فلا يترجم إلا لمن يدرس من خلالها على الإسلام وعلمائه ص 410 5 الاعتماد على المصادر الأجنبية في الترجمة ففي ترجمته للشيخ سعيد الحنصالي، سماه صاحب المنجد الهنسلي وسمي طريقته الهنسلية وذل لاعتماده على الترجمة الفرنسية التي لا يوجد بها حرف الحاء ولا حرف الصاد ص 556. كما سمي قابيل ابن آدم قاين، كما ينطق بها في اللغات الأجنبية ص 406. 6 جهله بأسماء الكتب والمؤلفين. في ترجمة للشهاب القرافي الفقيه المالكي قال فيها: له أنواع البروق في أنوار الفروق والصواب أنوار البروق في أنواء الفروق. 7 جهله بأسماء البلدان ففي تعريفه لمدينة القصر الكبير قال عنها: أنها مدينة في مراكش الإسبانية وكانت ملجأ للقرصان، والصواب أن مراكش مغربية أصلا ولا علاقة لها باسبانيا ولا علاقة لها أيضا بالقراصنة فهي مدينة داخلية يست على الشاطئ... آراء العلماء في كتاب المنجد يقول الأستاذ بحي الحاج يحى في كتابه القيم >في مواجهة الغزو الإعلامي<. وإلى جانب هذا الغزو على مستوى الأدب والتاريخ والفكر، فقد أبدى مؤلفو المعاجم استعدادا مبكرا، فحملوا معاجمهم انتقاصا من الشخصيات الإسلامية وتشويها للغة العربية، لغة القرآن الكريم بإدخال ما ليس من العربية في شيء في كتب يفترض أنها مصدر السلامة ومرجع التصحيح. ولعل المنجد كان من أسوأ من قام بتلك المهمة تحت ستار العلم وخدمة العربية، وقد كشف الأستاذ سعيد الأفغاني طرفا من دسائس هذا المنجد وأعطى أمثلة لأغلاطه المقصودة في التقرير الذي تقدم به إلى جامعة دمشق عام 1969م حول أضرار المنجد كما أن الشيخ ابراهيم القطان لاحق اخطاء المنجد في الاداب والعلوم والإعلام في كتاب ضخم تحت عنوان عثرات المنجد وقد تتبعه كلمة كلمة وبين عواره. ومع ذلك فإن المطبعة الكاثوليكية بيروت لا تزال مصرة على طبع منجد الطلاب، والمنجد في العلوم والإعلام، طبعات متلاحقة وقد خلت لها الساحة فترة من الزمن ولم يتوفر معجم يكون في متناول الأبناء متناسبا مع حاجاتهم . ونحسب أن المعجم الوسيط والمعجم الوجيز اللذين أصدرهما مجمع اللغة العربية بالقاهرة سيحلان كثيرا من هذا الإشكال، كما أن بعض الباحثين التونسيين أصدروا معجما عصريا سموه "المعجم الجديد" يعتمد الترتتيب الالفبائي، والمادة فيه مهذبة مختصرة، ليس فيه الاستطراد الذي تعهده في غيره من المعاجم، ويكاد يقتصر على من هم في مستوى الطلبة مدعما مادته بالاستشهاد بالايات القرآنية ثم الأحاديث الشريفة، فالأمثال فالشعر وأفضل ما نرد به على الإذاعة المذكورة هو قول الشيخ عبد الله كنون (اللهم انجدنا من هذا المنجد) آمين والسلام.