تحوّل اللبناني باسم العود نجماً إعلامياً تتهافت نحوه وسائل الإعلام لاقتناص حديث منه، أو جواب بسيط حول حقيقة ما جرى في أوسلو وجزيرة أوتويا الجمعة الماضي عندما ارتكب السويدي اندرس بيرينغ بريفيك أبشع مجزرة. باسم العود محامٍ متدّرج ينتمي إلى منظمة الشباب في الحزب التقدمي الاشتراكي، وكان في زيارة إلى جزيرة اوتويا تلبية لدعوة تلقاها من “منظمة الشبيبة النرويجية” حيث زار وفد منها لبنان قبل مدّة. وكان العود قد وصل إلى بيروت عند الساعة الثانية من فجر الثلاثاء الماضي، وفور وصوله الى بيروت انهالت عليه الاتصالات من الأقارب والمعارف، وما أن تسرّب نبأ وصوله إلى وسائل الإعلام حتى وافته بأرضياتها، وفضائياتها، والمرئي منها والمسموع والمكتوب، والكل يسعى إلى “خبطة إعلامية” و”صيد ثمين” حول ما شاهد وما سمع، والانطباعات التي عاد بها من اوسلو الجريحة، حول المجزرة الرهيبة. يقول العود، كنت في المكان الذي وقعت فيه المجزرة برفقة عدد من الرفاق النرويجيين، وشاهدت رجلاً وسيماً يرتدي ثياباً عسكرية، وفجأة أشهر سلاحاً، وأطلق النار باتجاه فتاة كانت متجهة ناحيته وعلى بعد ثلاثة أمتار منه، وإذ بالطلق يستقر في جبهتها، وخرّت صريعة على الأرض تتضرّج بدمائها. وقال: “كان المشهد مرعباً وكأننا نرى مشهداً من فيلم بوليسي، ثم راح المجرم وبهدوء، وأعصاب باردة يوزّع رصاصات سلاحه يمنة ويسرة وباتجاه كل من يلتقيه، أو هو قريب منه، وكأنه كان يريد ضحية مقابل كل رصاصة يطلقها”. وأضاف: “لقد تحاشى أن يطلق النار عشوائياً وحافظ على هدوئه ورباطة جأشه، وهو يطلق رصاصاته، ويشاهد بأعصاب باردة تساقط الضحايا عن يمينه ويساره غير آبه لهذا المشهد الدموي الفظيع”. وأشار العود إلى أن كل ذلك تم في برهة زمنية خاطفة وسريعة نظراً لكثافة الناس في المكان، وساد جوّ من الهلع والهستيريا، وراح كثيرون يلقون بأنفسهم في المياه هرباً من رصاصات المجرم، فيما راح آخرون يفروّن من أمامه في كل اتجاه طلباً للحماية والاستغاثة، وأشار إلى أنه كان واحداً من الهاربين طلباً للنجاة. وكشف العود أن سفاح اوسلو، ينتمي إلى “فرسان الهيكل” وهي منظمة أصولية مسيحية لا وجود لمنشورات تتحدث عن أهدافها، ومبادئها، وقال: إن سفاح أوسلو اختار هذه الجزيرة لأنها مقصد الشباب النرويجي، وضيوف النرويج، ويزورها بصورة دورية كبار المسؤولين في ملابس رياضية لمحاورة الشباب، والالتقاء بهم، والوقوف على همومهم ومشاكلهم وتطلعاتهم. وربما شاء من وراء فعلته أن يكون أحد المسؤولين من بين الضحايا، لأنه كان مقرراً أن يزور الجزيرة يوم وقوع المجزرة رئيس وزراء النرويج ينس شتولتنبرغ.