كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص المدمنين على الإنترنت يتعرضون لتغيرات تطال تركيبة بعض المراكز الدماغية لديهم، فكلما زاد إدمانهم على الشبكة العنكبوتية كلما برزت لديهم تغييرات في هذه المراكز، مما قد يعرض حياتهم للانهيار. وأوضح البروفيسور التشيكي ياروسلاف بيتر المشرف على الدراسة، أن حياة المدمنين على الإنترنت تنهار عادة بشكل مأساوي مشابه لما يؤول إليه المدمنون على المخدرات أو الكحول، مشيرا على سبيل المثال إلى أن 7 بالمائة من الأطفال والشباب في المدن الصينية أصبحوا مدمنين على الإنترنت. من جانبه، قال عبد العزيز الهلالي، رئيس الجمعية المغربية للأنتيرنيت، إن الإدمان على الأنتيرنيت موجود وإن بنسب قليلة لكن يول الهيلالي "لا أعتقد انه يمكن أن يصل إلى درجة تشبيه الإدمان عليه بإدمان الخمر والمخدرات. وأضاف الفاعل الجمعوي والأستاذ الجامعي، إن المهدد أكثر بخطر الإدمان هم الشباب والأطفال خاصة من يتعاطى أكثر مننهم للألعاب على مستوى الشبكة العنكبوتية، والتي صممت حسب الهيلالي بطريقة تجعل الطفل لا ينتهي منها ويبقى لمدد طويلة أمام جهاز الحاسوب. وأوضح المتحدث ذاته، أن الرهان في هذا الموضوع هو على التربية التي هي وحدها الكفيلة بتوجيه الناشئة إلى ما هو صالح في الأنتيرنيت وترك ما هو طالح في زمن يقول الهيلالي أصبح من الصعب بل المستحيل منع أي شخص من ارتياد الأنتيرنيت ومقاهيه. وحذر أصحاب الدراسة المذكورة، من أن الإدمان على الإنترنت لا زال لم يعتبر بعد مرضا نفسيا كاملا، غير أن هذا الإدمان يرتبط عادة بتعقيدات نفسية أخرى من قبيل التوتر والكآبة، ما يعني أن الإدمان على الإنترنت يشكل أحد مظاهر إشكالات الشخصية، وهو ما قد يمثل مرحلة تمهيدية للانتقال إلى عالم الأمراض والاضطرابات النفسية. وكانت دراسة أمريكية سابقة قد أظهرت أن واحدا من بين 25 مراهقا في الولاياتالمتحدة، يقول إن لديه "نزوعا لا يقاوم" نحو زيادة الوقت الذي يمضيه على الإنترنت، الأمر الذي حدا بالخبراء إلى التساؤل حول ظاهرة "إدمان الشبكة" لدى جيل الشباب.