واصل زعيم حزب العدالة والتنمية التركي رجب طيب أردوغان حملته الانتخابية يوم السبت الأخيرمتعهدا بتحقيق السلام في تركيا. وقال خلال مؤتمر نظمه الحزب الذي يتقدم في استطلاعات الرأي إنه سيعمل على رفع فرص التوظيف لاستيعاب العاطلين عن العمل في ظل الركود الشديد الذي يشهده الاقتصاد التركي. وأوضح أمام حشد بإقليم هاكاري الذي يعد أفقر الأقاليم التركية وكان مسرحا لسبعة عشر عاما من النزاع بين قوات الأمن والأكراد أن حزبه لا يعترف بأي فوارق دينية أو عرقية داخله، مؤكدا عدم استئثار مجموعة عرقية بالقيادة دون غيرها. وأضاف أن حزبه يمثل كل الشعب في تركيا باختلاف مشاربهم ودون تمييز. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة خلال خطابه, اندلعت مشاجرة بين أنصار الحزب ومؤيدي حزب الشعب الديمقراطي الكردي الذي يعتبر حزب أردوغان خصمه الرئيسي في منطقة جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية السكانية الكردية. وكان أردوغان قد تعهد الخميس الماضي في بداية حملته الانتخابية بتبني الإصلاحات المطلوبة لانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، كما واصل نقده لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الحالي وصندوق النقد الدولي. ويبقى أردوغان زعيما لحزبه رغم منعه من خوض الانتخابات التشريعية المقبلة المقررة في الثالث من نوفمبر المقبل الذي قضى على أمله في أن يصبح رئيس الوزراء التركي المقبل. وتنظر المؤسسة العسكرية النافذة في تركيا إلى زعيم حزب العدالة والتنمية على أنه راديكالي متشدد منذ أن كان محافظا لإسطنبول, عندما سجن بتهمة إثارة الفتنة بسبب إلقائه قصيدة قال فيها "المساجد ثكناتنا، والقباب خوذاتنا، والمآذن رماحنا والمخلصون جنودنا". وينفي حزب العدالة أنه يقوم على أساس ديني. كما يتخوف المستثمرون من أن فوز هذا الحزب في الانتخابات المقبلة -كما تشير استطلاعات الرأي- قد يعطل برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يدعمه صندوق النقد الدولي بنحو 16 مليار دولار.