توافد الآلاف من المصريين منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة على ميدان التحرير بوسط القاهرة في مظاهرة قال منظموها إنها مليونية جديدة واتفقت جميع القوى السياسية على تسميتها "جمعة الإصرار على تصحيح مسار الثورة". ويشارك الغالبية العظمى من التيارات السياسية والأحزاب والنقابات المهنية والعُمالية للمطالبة بتنفيذ باقي مطالب الثورة المصرية، وفي مقدمتها تطهير جميع أجهزة الدولة خاصة وزارة الداخلية من الفساد وأتباع النظام السابق وتسريع محاكمة الضالعين بدم ضحايا الثورة من خلال جلسات محاكمة علنية وشفافة. كما يطالب المتظاهرون الحكومة المصرية بالتأكيد على مبادئ مدنية الدولة ووضع مبادئ فوق دستورية تراعي تلك المبادئ. وذكرت صحيفة الأهرام المصرية الجمعة أن القوى السياسية المشاركة بالمظاهرة اتفقت على خطة تأمين شاملة لميدان التحرير من بينها قيام أكثر من 1500 شاب وفتاة يرتدون زياً موحداً بأعمال تأمين مداخل ومخارج الميدان وحماية المتحف المصري، ووضع نقاط مراقبة بالشوارع المؤدية إلى مبنى وزارة الداخلية القريب من الميدان لمنع أي عناصر قد تتسلل من بين المتظاهرين لمهاجمة الوزارة. كما نقلت عن الدكتور عادل عدوي مساعد وزير الصحة المصري قوله "إنه تم تجهيز عيادات طبية لتتمركز بالميدان". وفي سياق متصل نقلت صحيفة المصري اليوم عن وزير الداخلية المصري منصور عيسوي انه أعطى تعليمات لمساعديه بعدم تواجد الشرطة بالميدان تأكيداً على حق التظاهر. وبموازاة ذلك تشهد معظم المحافظات المصرية مظاهرات مماثلة خاصة بالأسكندرية والسويس حيث بدأ توافد الآلاف على مسجد القائد إبراهيم ومحيط المسجد ومنطقة الكورنيش بالأسكندرية، وعلى شارع الأربعين الرئيسي والشوارع الموازية بالسويس. وكانت الثورة المصرية قد اندلعت في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، ونجحت بعد /18/ يوماً في إجبار الرئيس المصري السابق حسني مبارك على ترك الحكم، وتفكيك معظم أجهزة النظام السابق ومنها الحزب الوطني، وجهاز مباحث أمن الدولة، والمجالس المحلية.