قال محمد يتيم الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب والنائب البرلماني عن دائرة بني ملال، إن الدستور لوحده غير كاف لتغيير المغرب ولو كان كذلك، لكان القرآن غير بلادنا لأنه بين ظهرانينا ولكننا لسنا قي مستوى القرآن. ووجه يتيم في حديثه في المهرجان الذي نظمته هيئات نداء الإصلاح الديمقراطي مساء الأربعاء 29 يونيو بساحة المسيرة الخضراء ببني ملال تحذيرا شديد اللهجة إلى من وصفهم بالمفسدين من سماسرة الانتخابات بالقول «إنه لم يعد من الممكن أن نسمح لكم أن تمسوا بنزاهة الانتخابات لأن موقعنا سيكون آنذاك إلى جانب 20 فبراير وسنوقف كل شيء». واعتبر يتيم الاستفتاء حول الدستور فرصة قد لا تتكرر إلا بعد عقود طويلة، مؤكدا في الوقت نفسه، أن هذا الدستور ليس دستور عمر بن الخطاب ولا دستور بريطانيا، وإنما هو نتاج توافقات وقعت بين المكونات السياسية والنقابية والجمعوية والشبابية وعلى رأسها شباب 20 فبراير. وعبر الكاتب العام للنقابة عن رفضه البلطجية التي مورست على شباب 20 فبراير، كما عبر أيضا عن رفضه للممارسات البلطجية لبعض المنسوبين إلى 20 فبراير والتي رفضها شرفاء 20 فبراير. وطالب يتيم بفتح قنوات التعبير وكل مجالات الاتصال في وجه الشباب للتعبير عن رأيه من المنصات والتلفزيون. ومن جانب آخر، اعتبر يتيم أن النسخة الأخيرة للدستور تصلح الثغرات التي واجهها الحوار الاجتماعي بين النقابات والحكومة، إذ ظهر جليا حسب قوله منذ 2009 أن الحكومة ضعيفة والوزراء بمن فيهم الوزير الأول ضعاف ومسلوبي الإرادة، لا يقدرون على الدفاع عن اتفاقياتهم في الحوار الاجتماعي، لكن النص الحالي للدستور يؤكد يتيم سيعطي للحكومة قوتها التي تستمدها من الإرادة الشعبية، كما يمكن النص الحالي للدستور للبرلمان صلاحية التشريع التي كانت للملك حصريا. وطمأن يتيم المشككين في مضامين الفصل 19 سابقا، والذي نص على أن «الملك شخص مقدس لا تنتهك حرمته» بأن مستشار الملك أخبرهم أن «القدسية لله والعصمة للأنبياء». وشدد يتيم على أن النص الحالي للدستور حافظ على مكانة الهوية المغربية، وعزز الفصل بين السلط واستقلالية القضاء، وفتح المجال للمجتمع المدني ضمان عدم دستورية القوانين ولما يتضمن من آليات الحكامة والحقوق الاجتماعية ويحق أن يسوط له . ومن جانبه، قال عمر بنحماد نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح «إن هذا الدستور من المغاربة وإلى المغاربة، لأننا عرفنا أطوار إنجازه يوما بيوم، ولأنه لم يأت من فراغ، بل كان ضمن مسار قبل الإصلاح الدستوري، وسنبقى معه إلى ما بعد يوم الجمعة، يوم الاستفتاء، لنتتبع تنزيل بنوده، وسنمنع كل تحريف لنصوصه، ونحن مستعدون للوقوف بالمرصاد ضد كل انحراف». وأوضح بنحماد أن هذا الدستور تبث المرجعية الإسلامية، وجعل الإسلام في صدر هذه الوثيقة، مضيفا أن «من حقنا أن نفخر به أيضا لأنه أعاد الاعتبار لعلماء الأمة بدسترة المجلس العلمي الأعلى، ثم بعضوية العلماء بالمحكمة الدستورية والسلطة القضائية، كما أنه أعاد الاعتبار للأسرة وقطع الطريق أمام كل الشواذ، وكل ما يتناقض مع الفترة واعتبر بنحماد هذا النص إنجازا متميزا. وطمأن الحسن الداودي نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية جمهور الحاضرين أن الدستور الجديد سيضع حدا لخراب وزارة الداخلية التي خربت البلاد بتنصيبها المفسدين في مراكز القرار وتزوير إرادة الشعب. واعتبر الداودي النص الدستوري الجديد فرصة للقطع مع ثقافة الفساد، وبارك الداودي ما وصفه بريح البوعزيزي في إشارة إلى الحراك السياسي الذي عرفته المنطقة العربية، والتي قال عنها إنها كانت ريحا صرصرا عاتية أتت على منطق المخزن و»التراكتور»، ووضعت حدا لصناعة الوزراء ليصبحوا قبل أن تجف ألوان صباغتهم المزورة تابعين بقدرة قادر إلى هذا الحزب أو ذاك. وأكد الداودي أن النص الجديد للدستور سيمكن من محاسبة الحكومة والقضاء على الفساد والرشوة. مجددا تأكيده أن المعركة الحقيقية ستبدأ بعد يوم الاستفتاء. وأخبر الداودي الحاضرين أن بعض اليساريين بلجنة المانوني كانوا يسعون لطمس هوية المغاربة، لكن الهيئات الموقعة على نداء الإصلاح الديمقراطي رفضت أن تضع أقلية، دستور شعب، فاتصلت بالملك، وكانت الاستجابة، فأنقذ المغرب من الفتنة. وشدد الداودي على ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية، مستنكرا في السياق ذاته تهرب الأغنياء من أداء الضرائب في الوقت الذي يؤدي فيه الفقراء نسبا كبيرة على مقتنياتهم الأساسية من زيت وسكر وشاي... ودعا المتحدث جمهور الملاليين الذين حجوا بكثافة إلى ساحة المسيرة إلى التصويت لفائدة الدستور الجديد لإعلان بدء التغيير في المغرب. وللإشارة، فان المنصة عرفت أيضا مداخلة سعادة بوسيف وعبد الرحيم يحياوي عن المكتب المحلي للعدالة والتنمية، إذ خصصت الأولى تدخلها لدعوة المرأة إلى الانتباه لما يتربص بها وبأسرتها من دعاة الميوعة، واعتبرت النص الحالي للدستور ضامنا لحرية التدين للمرأة المغربية بكل حرية. ومن جانبه، أشار عبد الرحيم يحياوي إلى ما عاشته هيأته من معاناة جراء استشراء الفساد السياسي والسمسرة الانتخابية وابتدال الأخلاق السياسية في مدينته، واعتبر بدوره نص الدستور الجديد فرصة سانحة لبدء معركة نظيفة للقضاء على الفساد والرشوة والمحسوبية وكل المظاهر المسببة لتخلف البلاد والعباد. للإشارة، فإن أعضاء من حركة 20 فبراير اقتحموا محيط المهرجان، وحاولوا التشويش لكن لحسن الداودي بعد إنهاء مداخلته نزل وحاور البعض منهم. كما خاطب بنحماد شباب 20 فبراير بضرورة تمثل شعاراتهم خاصة الديمقراطية، وذلك باحترام الرأي والرأي المضاد.