أجابت المسيرة الشعبية التي نظمت بالدارالبيضاء يوم الأحد 5 يونيو 2011 على مختلف الأسئلة التي كانت مطروحة من قبل المتتبعين للحراك السياسي الذي يعرفه المغرب منذ مدة. فالمسيرة التي قدر عدد المشاركين فيها ب 20 ألف متظاهر تميزت بأربع خلاصات: سلمية المسيرة، وغياب قوات الأمن عن محيط مسار التظاهرة، والحضور الرمزي لكمال العماري، وأخيرا التحكم في السقف السياسي للمطالب المرفوعة خلال المسيرة. أما عن سقف المطالب التي رفعتها الجماهير الشبابية فيلخص محتواها الشعار الذي ظل متداولا خلال ثلاث ساعات من عمر المسيرة: ''الجماهير تقول تقول.. الحل الوحيد من كل الحلول.. إسقاط الحكومة.. حل البرلمان.. وتغيير الدستور.. استقلال القضاء.. تحرير السجين.. تحرير الإعلام..''. وظلت شعارات المسيرة تؤكد على منحاها السلمي ''سلمية سلمية لاحجرة لاجنوية سلمية سلمية حتى تحقيق الحرية''. فالحرية هو هدف المسيرة، ويتأكد هذا المنحى من خلال عدد من المطالب منها ''فين وصل نضال شعبنا هو غادي كيتنما.. الجماهير الشعبية باغا الحرية''. الجماهير طالبت، من خلال الشعارات أو عبر اللافتات، بضرورة إقرار دستور ديمقراطي، ومحاربة كل اشكال الفساد السياسي والاقتصادي والإعلامي. رمزية المكان كانت حاضرة خلال أطوار المسيرة، فالانطلاق كان من ساحة النصر بدرب عمر، وجابت شارع 20 غشت ومحج إدريس الحريزي وشارع الحسن الثاني قبل التوقف أمام ولاية مدينة الدارالبيضاء. فأمام البناية الضخمة لبنك المغرب ظلت الجماهير تردد شعارات اجتماعية مطالبة بالحد من كل مظاهر الفساد واستغلال خيرات المغرب لصالح أقليات محظوظة، ومن الشعارات المرددة في ذات المكان وفي زمن ارتفاع نبرة الشعارات ''فلوس الشعب فين مشات.. شكيرا وموازين والسهرات.. فلوس الشعب فين مشات.. في شراء الزرواطة.. فلوس الشعب فين مشات.. في تمويل الحفلات''. وإضافة إلى المنحى السياسي لمطالب المسيرة، غلبت الشعارات ذات المنحى الاجتماعي والمطالبة بإبعاد رموز الفساد عن فعاليات المسيرة. فالجماهير طالبت ب '' باراكا من البوليس.. زيدونا في المدارس''، أيضا ''واش نتا مصطي .. تكل لي رزقي''. شعار ردد أكثر من مرة وذات رسائل واضحة ''المطالب الشعبية هي: الحرية، عدالة اجتماعية، التعليم والحرية، الصحة المجانية، كرامة انسانية، الخدمة فينا هي''. وطالبت الشعارات بفتح تحقيق نزيه ومستقل وعلني حول ظروف وفاة كمال عماري، مع إصرار الجمع الشبابي على مواصلة النضال .. صامدون صامدون.. على التغيير عازمون..'' وطالب المحتجون الذين كان أغلبهم من الشباب والنساء بمحاسبة من قتل كمال العماري، مطالبين بمواصلة التظاهر والخروج إلى الشوارع، وبرحيل رموز الفساد، كما طالبوا باستقلال القضاء وتطهيره من المفسدين، ومحاربة الرشوة والفقر والتهميش، وإطلاق سراح مدير جريدة المساء رشيد نيني. وحمل المحتجون مجموعة من النعوش مزينة بصور كمال العماري.