كشف البحث الوطني حول تجميع مؤشرات تكنولوجيا الإعلام والاتصال أن 90 في المائة من مستعملي الانترنيت أكدوا أن المحتوى الضار أو غير المناسب بالنسبة للأطفال والمعلومات المتعلقة بحماية المعطيات الشخصية تشكل أهم تخوف. وأفاد هذا البحث المنجز من طرف الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن عدد مستعملي الانترنت خلال سنة 2010، فاق سقف 27 مليون، وأن نسبة ولوج الأسر للانترنت سجل ارتفاعا إلى 25 في المائة خلال السنة الماضية، بزيادة 5 في المائة مقارنة مع سنة 2009. وتعد نوادي الانترنت من أهم الأمكنة التي يتم من خلالها الولوج للإنترنت خارج المنزل، وقد وصلت هذه النسبة إلى 76 في المائة. ويطرح الارتفاع الكبير لوسائل الاتصال الحديثة العديد من التحديات. وفي هذا الإطار، أكد المحامي عبد المالك زعزاع، أن المشرع المغربي لم يواكب الارتفاع المهول الذي تعرفه الجريمة الالكترونية، وأن نصوص القانون الجنائي تعتبر قاصرة. وأضاف المصدر ذاته، في تصريح ل»التجديد»، أن القضاة المغاربة يحاولون أن يسقطوا نوازل الجريمة الإلكترونية على النصوص القانونية، مشيرا في الوقت نفسه أن يأخذ المشرع المغربي بعين الاعتبار في التعديلات المقبلة الجريمة الالكترونية مثل التحرش الجنسي إما عبر الانترنت أو الهاتف النقال. وكشف زعزاع أن التخصص في هذا المجال إلى حد الآن يوجد على مستوى الضابطة القضائية، ولكن على صعيد القضاء هناك بوادر لاعتماد التخصص. وقال زعزاع إن النوازل المطروحة حاليا تتعلق بسرقة الأموال عن طريق الانترنت أو الدخول غير المشروع لبعض المواقع، أو كل ما يتعلق بجرائم العرض والشرف، موضحا أن الشباب والأطفال القاصرين هم ضحايا الاستعمال السيئ للإنترنت. من جهتها، اعتبرت نجاة أنور رئيسة جمعية «ما تقيش ولدي» أن الإنترنت يشكل خطورة على الأطفال خصوصا ظاهرة الاعتداء الجنسي، لأنه يسهل مأمورية التواصل ما بين المعتدين والأطفال. وطالبت أنور الأسر بتوخي الحذر واعتماد آليات مراقبة بالإضافة إلى اعتماد التحسيس من لدن جميع الأطراف، خصوصا أن مشاركة الجميع في الحد من هذا الخطر يمكن أن يعطي نتائج لأن جمعيات المجتمع المدني لا تملك الإمكانات اللازمة لذلك. وبلغت نسبة الأسر التي تملك حاسوبا سنة 2010 حوالي 34 في المائة من الأسر، وعلى المستوى الأشخاص حوالي 10 في المائة. ووفق المصدر ذاته، فإن 71 في المائة من المستعملين يستخدمون الانترنت لتحميل الأفلام والصور والموسيقى ومشاهدة التلفزة وشرائط الفيديو والاستماع للإذاعة، و69 في المائة من الاستعمالات مرتبطة بخدمة البريد الالكتروني. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة 67 في المائة من مستعملي الانترنيت المغاربة مشاركون في مواقع الشبكات الاجتماعية. واعتبر المصدر ذاته أن الانترنت يعد وسيلة للترفيه والتواصل البسيط والسريع ومصدر الإخبار، مع ملاحظة النمو الذي أصبح يشهده مجال التجارة الالكتورنية والخدمات البنكية على الخط.