ارتفع عدد قتلى المحتجين في مدينة تعز التي تعتبر الشرارة الأولى للثورة، جنوب صنعاء، إلى 20 قتيلا إلى جانب مئات الجرحى أصيبوا بالرصاص الحي في هجوم وصف بأنه أعنف ما يُشن على المحتجين من قبل قوات الأمن اليمنية التابعة للرئيس علي صالح في ''ساحة الحرية'' في المدينة واستمر لعشر ساعات، إذ انتهى فجر أمس. وقال الطبيب أحمد عقلان أحد أطباء المستشفى الميداني ل''يوناتيد برس إنترناشونال'' إن قوات الأمن المركزي فتحت النار باتجاه المعتصمين من أكثر من اتجاه من الحارات المطلة على الساحة مما أوقع نحو 20 قتيلا والمئات من الجرحى. وكان عدد القتلى عند مساء أول أمس لم يتجاوز القتيلين وعشرات الجرحى حسب ذات المصدر. واستخدمت قوات الأمن الرشاشات الثقيلة من عيار 7,12 وقنابل الغاز وخراطيم المياه في قمع المحتجين في أطول هجوم استمر من السادسة من مساء الأحد حتى الرابعة من فجر أمس. وأكد عقلان أن القوات اقتحمت الساحة من مختلف المداخل للساحة ومن الحارات بالدوريات العسكرية مستخدمة مختلف الأسلحة والتي أثارت الرعب في أوساط السكان والمعتصمين، فيما استخدم الشباب المعتصمين الحجارة للدفاع عن ساحتهم. وأكد عقلان أن عشرات المحتجين لم يتم إسعافهم نتيجية اقتحام القوات الأمنية للساحة وظلوا على الأرض جراء إصاباتهم بالأعيرة النارية ولم يتمكن من إسعافهم، مشيرا إلى أن قوات الأمن والجيش شنت حملة اعتقالات في صفوف المعتصمين. وأضاف اقتحمت القوات العسكرية المدعومة بمسلحين من العصابات النظامية ساحة الحرية حيث يعتصم الآلاف منذ فبراير لإسقاط نظام صالح وأحرقت عدداً من الخيام، كما اقتحمت مستشفى الصفوة الواقع في نطاق الساحة قبل أن تخطف الجرحى وجثامين القتلى إلى جهة غير معلومة. وحاولت القوات المهاجمة اقتحام المستشفى الميداني الذي كان نحو 200 مصاب في داخله. وارتفعت النيران في الهواء جراء إحراق عدد من خيام المعتصمين. واضطرت عائلات تسكن جوار الساحة إلى إخلاء منازلها خوفاً من أن تمتد النيران إلى محطة صافر للمحروقات الواقعة داخل الساحة. ونفذت القوات العسكرية المنتمية إلى الحرس الجمهوري والأمن المركزي الهجوم من الجهة الشرقية للساحة، فيما أطلقت النار بكثافة في الشوارع المجاورة للساحة لمنع المواطنين الذين حاولوا القدوم لإنقاذ المحتجين. وقال نشطاء في الساحة إن المهاجمين سلبوا أدوات المعتصمين التي كانت داخل الخيام قبل أن يضرموا النار فيها. ونُشرت مقاطع مرئية في شبكة الانترنت لوقائع الهجوم تظهر العنف المفرط الذي رافقه، كما أظهرت مقاطع مسجلة وصور إصابات مروعة لحقت بالمحتجين. يشار إلى أن اليمن يشهد حركة احتجاجية منذ الثالث من فبراير الماضي تطالب بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن حكم مستمر منذ أزيد من ثلاث عقود. بيان الجيش من جانب آخر، أصدرت قوات الجيش اليمني المساندة للثورة الشبابية، أول أمس، بياناً أطلقت عليه ''البيان رقم ''1 دعت فيه باقي قوات الجيش إلى الانضمام للثورة، متهمة الرئيس علي عبد الله صالح ب''تمزيق المؤسسة العسكرية'' وبتسليم محافظة أبين الجنوبية ل''مجموعات إرهابية''. ودعا وزير الدفاع اليمني السابق اللواء عبد الله علي عليوة المؤسسة العسكرية إلى عدم الانجرار إلى صراع مع المواطنين، وقال عليوة في بيان من ''المؤسسة العسكرية المناصرة للثورة'' إن صالح يحاول أن يشوه صورة الجيش والأمن ويظهره على أنه مؤسسة فاشلة. إلا أن عليوة أكد أن الجيش لن يكون أداة لتنفيذ مخططات صالح المريضة، وحث ''الفروع والوحدات والألوية على الحفاظ على وحدة وتماسك المؤسسة العسكرية والأمنية كمؤسسة وطنية واحدة''. ودعا عليوة ''إخواننا في المؤسسة العسكرية والأمنية ألا ينجروا إلى صراع مع بعضهم أو مع المواطنين''. وعبر البيان عن الشكر لوزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة وغيرهم من الأفراد والضباط الذين رفضوا الأوامر للزج بالجيش لمقاتلة بعضه بعضاً ودعت القوات المسلحة إلى الانضمام إلى الثورة الشعبية السلمية. وأضاف البيان ''نهيب ببقية إخوتنا قادة المناطق والألوية أن يعلنوا بكل شجاعة الاصطفاف إلى جانب الشعب''. وتابع ''علينا أن ندرك أننا مسؤولون أمام الله والشعب والوطن في الحفاظ على مقدراتنا''. وذكر البيان أن صالح أصدر توجيهاته السبت الماضي للأجهزة الأمنية والعسكرية في أبين بتسليم مؤسسات الدولة للإرهابيين والمجاميع المسلحة. كما اتهم البيان الرئيس ب''تسليمهم مرافق الدولة ومؤسساتها في صنعاء لمجاميع من البلاطجة المسلحين وسحبهم لوحدات الأمن والحرس الجمهوري من هذه المناطق التي باتت مستباحة من هذه العناصر''.