تحت شمس شهر ماي الحارقة وبالضبط يوم الخميس الماضي شهدت العاصمة الرباط وانطلاقا من أمام البرلمان تنظيم احتفالية ضخمة أطلقتها المجموعة الوطنية للمجازين المعطلين تحت اسم «أجيال المجازين» احتجاجا على مهرجان موازين الذي بدأت فعالياته الجمعة الماضي. فقبل يوم من انطلاقة مهرجان موازين والذي تطالب عدد من الحركات الاحتجاجية في الشارع المغربي بإلغائه، لم يجد المجازون المعطلون والذين غالبا ما رفعوا في وقفاتهم الاحتجاجية «فلوس الشعب فين مشات فموازين والحفلات» بدا من التعبير عن رفضهم لهذا المهرجان الذي تصرف فيه الملايير والتي يمكن أن تحل جزء كبير من الأزمة التي يعانيها المعطلون على حد تعبير العشرات من المجازين والذين شاركتهم التجديد احتفالاتهم احتجاجاتهم ب»أجيال المجازين» لأننا لسنا ضد الفن تضيف حسنية أبو هلال وهي مجازة معطلة من تمارة ولكننا ضد هدر المال العام والذي يأتي هذا المهرجان في مقدمته. وكانت المجموعة المذكورة قد أعلنت على لسان كاتبها العام رشيد الحمداوي في حديثه سابق ل»التجديد» نيتها محاكاة مهرجان موازين، وذلك للتعبير عن رفضهم لسياسة تبذير المال العام والتي يمكن أن تساهم بشكل كبير في حل إشكالية البطالة في صفوف الشباب وحاملي الشواهد على وجه التحديد، وذلك يضيف الحمداوي والذي كان أول المشاركين في هذا المهرجان الخاص بلباسه الأبيض والذي جسدت فيه رموز وإشارات احتجاجية لمعاناة المجازين مع التهميش والبطالة والذي لقي استحسان الجميع (يضيف) بتنظيم احتفالات في شوارع الرباط لكنها بإيقاعات مختلفة وتحمل بصمة المجازين المعطلين. أجيال المجازين والتي اختار لها المنظمون اسم «إيقاعات المجموعة الوطنية للمجازين المعطلين» وتحت إشراف ما أسموه ب»مغرب الكفاءات» جعلت من أجيال موازين سخرية لكل الذين شاهدوا اللافتة التي تحمل هذا الاسم تؤكد إقبال والتي كانت منهمكة في إعادة ترتيب لباسها الاستثنائي وهو عبارة عن «كاندوة» سوداء حملت عبارة « موظف شبح إرحل» والتي جابت خلالها المجموعة لأكثر من أربع ساعات شوارع الرباط عبروا من عن حقهم في التوظيف المباشر في الوظيفة العمومية ورفضهم لسياسة التجاهل التي تتعاطى بها الحكومة مع مطلبهم على حد تعبير المسؤول التنظيمي للمجموعة محمد برد الذي أكد أن أجيال المجازين بما هو تجسيد لرفض سياسة أمر الواقع المفروضة على المغاربة ومن ضمنهم المجازين مؤكدا في ذات الاتجاه استمرار المجموعة في نضالها ضد كل أشكال الاستبداد والذي يمثل موازين أحد أوجهه الثقافية حتى تحقيق هدفها في التوظيف والعيش الكريم. رفع المحتجون خلال هذا الكرنفال الاحتفالي الذي شارك فيه الآلاف من المجازين المعطلين شعارات من قبيل «فلوس الشعب فين مشات فموازين والحفلات» «هذا عام المجازين ماشي عام موازين» «أش نديرو بشاكيرا بغينا خبزة وكوميرا» مستعين في ذلك بعدد من الأواني المنزلية كالملاعق والصحون الحديدية وغيرها مما جادت به قريحتهم في هذا الاحتفال الذي سبق مهرجان موازين بيوم واحد فقط. الكرنفال الذي جاب شارعي محمد الخامس والحسن الثاني بالرباط مرورا بأحياء دوار الجامع والعكاري وحي يعقوب المنصور وصولا إلى قصارية واد الذهب لقي تجاوبا كبير من قبل الساكنة التي أعلن غالبية من التقاهم المحتفلون المحتجون. الكرنفال الاحتفالي والذي اعتبره المحتجون أحد الأساليب الاحتجاجية لدفع الدولة للاستجابة لمطلبهم في التوظيف أخذ صبغة الاحتفالية بأهازيج طوع من خلالها المشاركون الشعارات لتصبح معه مرنة وبرنات موسيقية لعدد من الفولكلور المغربي وكأن الأمر يتعلق بأعراس الأطلس أو احتفالات سكان الصحراء.