كيف ترون نظام الامتحانات الإشهادية بالمغرب خصوصا بالثانوي التأهيلي؟ نظام الامتحانات الإشهادية عقيم، كونه لا يزال يستند في تقييم عمل التلاميذ، على الذاكرة والحفظ، أي على مدى قدرتهم على استحضار كم هائل من المعلومات والمعارف في ورقة الامتحان، ويتم الحكم من خلال ذلك على هؤلاء التلاميذ نجاحا أو رسوبا، بغض النظر عما إذا كانت تلك المعلومات والمعارف ذات صلة بحاجاتهم الحقيقية في الحياة العملية، أو ما إذا كانت قريبة أو بعيدة من الكفايات التي يتطلبها النجاح في هذه الحياة.. ضع، مثلا، خريجا لهذا النظام في مواجهة إحدى المشكلات المرتبطة بالتواصل، لتحصل على الفارق السلبي الكبير بين رد فعله أمام وضعية - مشكلة، وبين ما يفترض أن تمثله الشهادة المحصل عليها من قدرات.. والأمثلة كثيرة جدا على ذلك، وتبدو جلية في شكاوى الجامعات والمعاهد العليا من تدني مستويات الطلبة الجدد... ما هي أهم السلبيات التي تميز هذه الامتحانات؟ إنها نفس الثغرات التي عانى منها نظام التقويم المدرسي بشكل عام عندنا، والتي تؤدي إلى اختلالات عميقة في النظام التعليمي ككل وتؤثر عليه بشكل سلبي، إذ تضعف المردودية، ونحصل بالتالي على كل تلك الأعطاب التي تميز مخرجات النظام، وفي حقيقة الأمر، فإن تقويم التلاميذ بهذا الأسلوب والحصول على هذه النتائج، هو ما ينتج الظواهر السلبية التي يعرفها هذا النظام من تفشي ظاهرة الغش وتسرب الامتحانات وفقدان مصداقية الشواهد وضعف نسب النجاح والتدني المستمر لمستوى الخريجين إضافة إلى عدم تكافؤ الفرص بين التلاميذ، وغير ذلك من السلبيات.. ما هي بنظركم أهم المقترحات البديلة للوصول إلى نظام امتحانات يساهم في تخريج أجيال الغد؟ هذا، في حقيقة الأمر، من مهام الوكالة الوطنية للتقويم، لكن يبدو أنه لم ينجز شيء من هذا القبيل إلى حد الآن، وبغض النظر عن ذلك، يمكن القول أنه بعد الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وبعد البرنامج الاستعجالي، يلزمنا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى أن نربط التعليم بمشروع وطني شامل متفق بشأنه بين كافة المكونات، تأخذ فيه مسألة التربية والتعليم حيزا هاما، الشيء الذي يقتضي فتح نقاش عمومي واسع، وطويل النفس، وليستغرق من الوقت ما يستغرق، بلا استعجال، نخلص فيه إلى منهج جديد في التربية والتعليم، يكون مرتبطا بحياة الأمة وبمستقبلها، وبالطبع سيكون من بين مكونات هذا الإصلاح إصلاح نظام الامتحان.