تباينت الاتجاهات والآراء في الشارع السكندري وبين القوى السياسية حول المشاركة في فعاليات بعد غد الجمعة (جمعة الغضب الثانية) ما بين مؤيد ومعارض، فيما امتنع آخرون عن الإعلان عن موقفهم النهائي من المشاركة. وشملت الدعوة إلي الخروج إلى مظاهرات حاشدة بمختلف ميادين المحافظات؛ ومنها الانطلاق من أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية -وفق المشهد الذي بات يتكرر منذ اندلاع الأحداث في الثامن والعشرين من شهر يناير 2011- رافعين شعارات (أنا محستش بالتغيير ونازل تاني التحرير)، وتضامن مع تلك الدعوى العديد من القوى والناشطين. وقد أعلنت جماعة الإخوان المسلمين رفضها المشاركة في فعاليات جمعة الغضب الثانية؛ خاصة في ظل استقلالهم بإقامة فاعلية يوم الثلاثاء 24 ماي 2011 تحت مسمى (حائط الثورة) أعلنوا فيه عن استمرار مطالبهم لاستكمال الثورة منفصلين عن باقي التيارات السياسية التي أعلنت اشتراكها في فعاليات الجمعة. وبرر المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين عدم مشاركته واصفا تلك الفعالية بأنها (ثورة على الثورة)، بينما أكد المكتب الإداري للجماعة على مطالبه الإثني العشر الخاصة بسرعة محاكمة رموز الفساد، وإقالة عدد من المسؤولين الحاليين، فضلا عن بعض المطالب الخاصة بعودة الأمن للشارع. أما عن جماعة الدعوة السلفية، فأعلنت هي الأخري عن رفضها للمشاركة في فعاليات (جمعة الغضب)، مبررة ذلك بأنه سيتم استغلالها لفرض بعض المطالب السياسية على المواطن العادي، فضلا عن تأكيد الجماعة على الدور الذي لعبته القوات المسلحة في الحفاظ على الثورة المصرية. وأرجعت الشبكات الاجتماعية علي الإنترنت أسباب رفض الدعوة السلفية في الفعالية إلي عقيدتها الرافضة للخروج علي الحاكم ، وأنها لن تشارك التيارات التي تختلف معها علي المستوي الفكري في فعاليات تختلف فيها الرؤي ؛ وهو نفس ما منع السلفية من المشاركة في أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتي تنحي الرئيس السابق. أما عن المشاركين في فعاليات (جمعة الغضب) فيتصدرهم الائتلاف المدني الديمقراطي بالأسكندرية الذي يضم 21 حزبا سياسيا وحركة ومبادرة شبابية، معلنا عن مطالبه باستكمال مطالب الثورة فضلا عن مطالب تتناقض مع رؤى بعض التيارات السياسية الأخرى تتراوح ما بين تأجيل الانتخابات البرلمانية أو عقدها في موعدها، والإعلان عن مجلس رئاسي بالإضافة إلى توقيت وشكل الدستور الجديد. ولاتزال الأحداث المتلاحقة ومتابعة التطورات علي الساحة من العوامل التي ستؤثر على شكل مشاركة المواطنين في فعاليات (جمعة الغضب الثانية)، ومنها تراجع البعض عن المشاركة فيها عقب الإعلان عن تاريخ محدد لمحاكمة الرئيس السابق ونجليه وعدد من معاونيه؛ حيث يواجهون اتهامات وصفها البعض بأنها "مرضية" بالنسبة لهم وكافية لتمثل تغييرا حقيقيا واستكمالا لمطالب الثورة. ومن المتوقع أن يستمر المشهد الأسبوعي بساحة القائد إبراهيم بالإسكندرية والذي أصبح مركزا لتجمع المواطنين في مظهر كرنفال سياسي جذب إليه العديد من المظاهر التجارية ومنها البائعون الذين يتسابقون لعرض منتجاتهم على زوار ورواد الساحة السياسية الأولى بالمحافظة إلى جانب المصلين سواء أقيمت فعاليات سياسية من عدمه.