تكاد تركز الوثيقة المؤرخة في 27 فبراير 2009 على كريستوفر روس، المبعوث الأممي الجديد المكلف بملف الصحراء المغربية، مساره ومواقفه وتصوره لبناء الثقة بين أطراف النزاع، وهي تستخلص ذلك من الجولة التي قام بها روس في فبراير 2009 إلى المغرب والجزائر وتندوف وإسبانيا، واستثنى موريتانيا بسبب الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الحالي، وأهم العناصر في تصور روس ثلاثة مداخل: أولها تجديد الاتصال المباشر بين المغرب والبوليساريو كما كان يفعل الحسن الثاني، وثانيها إبعاد كل عوامل الاستفزاز بين الطرفين، بما فيها الحملات الإعلامية. وثالثها أن يعمل المغرب على جذب البوليساريو لحل سياسي من خلال الإحالة على التجارب الأكثر تقدمية في الحكم الذاتي، ومنها تجربة كردستان العراق. جولة روس الأولى تبدأ الوثيقة/الرسالة التي بعثت بها السفارة الأمريكية في الرباط إلى وزارة الخارجية الأمريكية وسفارات أمريكية أخرى في المنطقة، بتقييم لجولة روس إلى المغرب خلال الفترة ما بين 17 و21 فبراير ,2009 وعقد خلالها مائدة مستديرة عرض فيها تصوره للحل، وأساسه بناء الثقة بين المغرب والبوليساريو قبل الذهاب إلى الجولة الخامسة من التفاوض، وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية في الجزائر التي كانت في أبريل .2009 وتكشف أن روس حصل على ثقة المغاربة، لكن الجزائر كانت ترفض عقد قمة مع المغرب. هذا الأخير أبدى استعدادا لذلك، وعمل على تدارك الانتهاكات التي وقعت في الإقليم المتنازع عليه بخصوص حقوق الإنسان. وتتحدث الرسالة عن لقاء عقد في الرباط بين روس مرفوقا بمساعديه وسفراء بريطانيا وإسبانيا وفرنسا يوم 19 فبراير، وتشير إلى أنه حظي باستقبال حار من طرف الوزير الأول عباس الفاسي، واجتمع مع كل من وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري جنبا إلى جنب مع مدير المخابرات الخارجية ياسين المنصوري، ثم بشكل منفصل مع وزير الداخلية شكيب بنموسى. تصور روس يعتقد روس- حسب الرسالة- أن الطرفين بحاجة إلى مزيد من بناء الثقة، من قبيل استئناف برنامج تبادل زيارات الأسر والعائلات، لكن الحاجة أكثر بنظره إلى الثقة السياسية، ومن أجل ذلك اقترح على المغاربة أن يتم تجديد الاتصالات المباشرة مع البوليساريو، كما فعل الحسن الثاني قبل ذلك، وأثار بهذا الصدد أن واحدة من المشاكل في المفاوضات التي بدأت من قبل أن المفاوضين البوليساريو بقوا هم أنفسهم، لكن المفاوضين المغاربة تغيروا، ولم يعد الوفدين يعرفان بعضهما. كما اقترح على المغاربة إبعاد رئيس الكوركاس خليهنا ولد الرشيد من الوفد المفاوض، لأن مشاركته كانت استفزازا للطرف الآخر، واقترح على المغرب كذلك أن يكون هدفه هو جذب البوليساريو لحل سياسي، مشيرا إلى أن أنواع الحكم الذاتي متعددة، واقترح عليهم التفكير في نموذج كردستان العراق. كما التمس من المغاربة طرح أفكار جديدة وإضافية من أجل بناء الثقة. إضافة إلى ذلك، بدا تركيز روس على تحسين العلاقات المغربية الجزائرية، مشيرا إلى فكرة كان قد عبر عنها الرئيس الأمريكي جورج بوش وهي تعزيز التعاون في المجال الأمني، كمدخل للتعاون في القضايا الأخرى. واعتبر أنه من السابق لأوانه معالجة مسألة إغلاق الحدود بين البلدين، والأهم في نظره هي قضية حقوق الإنسان لكن على أساس أن تتكلف بها هيآت الأممالمتحدة وليست المينورسو، وأن تتم مراقبة الوضع في الصحراء وفي تندوف.