بعد أربع سنوات من الانقسام الذي أجمع الكل الفلسطيني على كارثية نتائجه على القضية ومستقبلها، نجحت حركتا حماس وفتح بتأسيس مرحلة المصالحة والخروج من النفق المظلم، وتشييع الانقسام، وإدخال الفرحة إلى قلوب الشعب الفلسطيني. ووسط أجواء إيجابية وارتياح كبير شهدت العاصمة المصرية القاهرة الأربعاء (4/5) حفل توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح بمشاركة ممثلي الفصائل الفلسطينية وحشد كبير من الشخصيات الفلسطينية والعربية والدولية. ومن مقر جهاز المخابرات وسط القاهرة أعلن عن توقيع الاتفاق برعاية مصرية، بعد أن شهد يوم الثلاثاء 3 ماي 2011 اجتماعًا موسعًا لفصائل المقاومة مع الراعي المصري تم خلاله طرح وجهات نظر وملاحظات، قبل أن توقع الفصائل تباعًا على الاتفاق. مدير جهاز المخابرات المصرية الوزير مراد موافي أعرب في كلمته التي ألقاها في بداية الحفل عن ترحيبه بما تم إنجازه، مشيرًا إلى أنه يعد انتصارًا للإرادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي قرر استعادة وحدته الوطنية. وأضاف موافي أن مصر وهي تستضيف اتفاق المصالحة "تقف وقفة إجلال وتقدير للشهداء والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال"، وأزجى التحية "لأبناء الشعب الفلسطيني الذين أبوا الاستسلام للانقسام". ووجه موافي كلمته للقادة الفلسطينيين قائلا: "بهذا العمل الوطني تقولون للعالم إن الانقسام ذهب إلى غير رجعة .... كنا على قناعة أن الانقسام يعد حالة استثنائية وغريبة على هذا الشعب". وتابع: "علينا أن نكون على قناعة أن المرحلة القادمة هي الأصعب وتتطلب استلهام الصبر"، مستدركًا: "مصر التي كانت معكم ستكون حاضرة في المراحل القادمة، وستقوم بالمتابعة الدقيقة لتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه". إلى ذلك صرح مسؤول مصري رفيع المستوى أن مصر وجهت الدعوة إلى وزراء الخارجية العرب ووزراء خارجية الصين وروسيا وتركيا ووزراء خارجية عدد من الدول الأوربية والسيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وأكمل الدين إحسان أغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية لحضور الاحتفال .