انتقد شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الطريقة التي تخلصت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية من جثة أسامة بن لادن بإلقائها في البحر، واعتبر الطيب ذلك إهانة للقيم الإسلامية والأعراف الإنسانية. وأصدر الأزهر بلاغا ندد فيه بالسلوك الأمريكي، وأكد أن ما قامت به أمريكا يتنافى مع كل القيم الدينية والأعراف الإنسانية، وقال إنه لا يجوز في الشريعة الإسلامية التمثيل بالأموات مهما كانت مللهم ونحلهم، وتعتبر أن إكرام الميت دفنه. ويعد موقف الأزهر الأول من نوعه في هذا الصدد، وجاء ردّا على تصريحات لمسؤولين أمريكيين أكدوا أن جثة بن لادن ألقيت في شمال بحر العرب من فوق حاملة طائرات، بعد أن تم تغسيله، والانتهاء من إجراءات دفنه وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية، دامت نحو ساعة من الزمن. وأكدوا أنه قد تم غسل المتوفى ثم وضع في كفن أبيض، ووضع في كس ثم تلا ضابط كلمات دينية ترجمها إلى العربية متحدث بها، وبعد الانتهاء من التلاوة وضع الجثمان على لوح مسطح ثم أنزل الجثمان إلى البحر. وقال مسؤول أمريكي إن الهدف من رميه جثمانه في البحر هو الحيلولة دون تحول قبره إلى مزار ديني مُلهم لأنصاره. ومن جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض الإثنين الماضي أنه لم يحسم بعد في نشر صور لجثمان بن لادن من عدمه، كما طالب بذلك نواب في الكونغرس تقديم الدليل المادي الملموس على مقتل زعيم القاعدة. وقال جون برنان، مستشار الرئيس الاميركي باراك أوباما لشؤون مكافحة الارهاب ''سوف نقوم بكل ما هو ممكن لكي لا يستطيع أحد أن يحاول نفي أننا قتلنا أسامة بن لادن''. وأضاف خلال مؤتمر صحافي ''بث المعلومات ومن بينها الصور، هو إذن أمر يجب التقرير بشأنه''. ونشر البيت الأبيض صورا فورتوغرافية لأوباما وهو يتابع مع مستشارين له لعملية مقتل بن لادن التي استمرت 40 دقيقة، كما نشرت صور أخرى التقطت من الفضاء للمجمع السكني الفخم الذي كان يقطن فيه. وبمقتل بن لادن، ارتفعت دعوات في العالم الإسلامي تدعو الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب إلى الانسحاب من العراق وأفغانستان وباكستان. فبالإضافة إلى موقف جماعة الإخوان المسلمين التي دعت أمريكا والغرب إلى الانسحاب من العراق وأفغانستان، دعت الجماعة الإسلامية في باكستان القوات الأمريكية إلى الانسحاب من بلاده، وقال إنها أصبحت دولة داخل دولة، كما دعا بلاده إلى الانسحاب من الحملة الدولية على الإرهاب.