قضت محكمة الاستئناف بالقنيطرة، يوم الإثنين 2 ماي 2011، بسجن مواطن إسباني لمدة 30 سنة بتهمة الاعتداء الجنسي على نحو عشرة أطفال قاصرين بالمدينة، وبأداء تعويض بقيمة 50 ألف درهم للضحايا. واعتبر مراقبون هذا الحكم القضائي خطوة غير مسبوقة في مثل هذه القضايا، التي كانت الجمعيات العاملة في حقل الطفولة تندد فيها دائما ب ''تساهل'' العدالة مع مرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي ضد الأطفال، وتطالب بتطبيق أقصى العقوبات في حقهم. وتوقع مراقبون أن يعرف ملف المواطن الفرنسي المسمى ''سيلفر إيفون''، نفس المسار بعد اتهامه بالاعتداء الجنسي وهتك عرض 3 طفلات تتراوح أعمارهن ما بين 7 و 11 سنة بالدار البيضاء، في قضية تعود أطوارها إلى تاريخ 5 شتنبر .2010 وإلى ذلك، اعتبرت نجاة أنوار رئيسة جمعية ''ما تقيش ولدي'' في تعليق لها على الحكم القضائي في ملف الإسباني مغتصب الأطفال القاصرين، بأنه إنصاف للضحايا وللجمعيات العاملة في حقل الطفولة، وإنصاف للقضايا العادلة، وأضافت بالقول ''بعد هذا الحكم نعتقد أننا على الطريق الصحيح، ونحترم قرار قضائنا، فلأول مرة نحس أن الضحايا تم إنصافهم''. وعبر محمد الحدوشي محامي الضحايا، عن ارتياحه لقرار محكمة الاستئناف، واصفا إياه بأنه كان قرارا عادلا في مستوى الحدث. وأضاف بالقول ''منذ البداية كانت مآلات الملف واضحة، كنا نعلم أنه عندما سيكيف الفعل جناية، فلن يكون هناك أي تساهل في هذه الجريمة التي هي ضد المجتمع قبل أن تكون ضد أفراد معينين''. وشدد المحامي بهيأة القنيطرة، على أن هذا الحكم القضائي يعطي على الأقل إشارة إلى كل الذين سيتجرؤون مستقبلا على اغتصاب الطفولة البريئة، بأنهم سيتعرضون إلى اللاتساهل في تطبيق القانون حماية للمعتدى عليهم. مؤكدا من جهة أخرى، أن الزجر وحده لا يكفي للقضاء على مثل هذا النوع من السلوك، الذي من المفروض محاصرته أيضا بفتح ورش فيه الجانب التربوي والتأطيري، وهي الأمور التي أشار الحدوشي إلى أنه لا زال فيها فراغا، وليست فيها مجهودات تذكر. وكان المتهم الإسباني، وهو أستاذ جامعي متقاعد مزداد سنة ,1950 يقوم باستدراج أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 3 و15 سنة إلى محل إقامته بالقنيطرة والاعتداء عليهم جنسيا وتصويرهم في وضعيات مخلة. وكانت مصالح الأمن قد حجزت، لدى توقيفها للمتهم في نونبر الماضي، كاميرا رقمية وحاسوبا يتضمن صورا إباحية مخلة بالآداب. وتعود أطوار القضية لأكثر من أربع سنوات، عندما انكشفت جرائم ''كالفان''، بعدما أقدم على الاتصال بأحد جيرانه وطلب منه البحث عن ''مخزن معلومات'' في كيس بلاستيكي متواجد بدرج مكتبه وإحراقه بعد العثور عليه. غير أن الفضول جعل جاره يحتفظ به ليكتشف رفقة أحد أصدقائه بعد استعمال المفتاح الذاكرة في أحد الحواسيب صورا فاضحة للمتهم الاسباني وهو يمارس الجنس على قاصرات، من بينهن ابنته القاصر.