تجمع الطلبة والدكاترة الباحثون الموريطانيون زوال يوم الثلاثاء (9 أبريل 2002) أمام مقر السفارة الموريطانية للقيام بوقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أمام ما يتعرض له من تقتيل وتذبيح على يد قوات المجرم شارون. وبينما كان الطلبة يتوافدون على مقر السفارة الموريطانية، فوجئوا بقوات الأمن تسد في وجههم الطريق، وفيما ظل حوالي خمسون منهم أمام سفارة بلدهم يتفاوضون مع سلطات الأمن، بقي الآخرون محاصرين على طول شارع الإمام مالك، وقد قدر عدد هؤلاء بحوالي مائتي فرد. وقد واصل الطلبة حوارهم مع السلطة في الخارج والسفارة معا لمعرفة أسباب منع وقفتهم التضامنية مع إخوانهم في فلسطين.وأجمع الطلبة الموريطانيون على التزام التعقل إزاء موقف سلطات الأمن المغربية التي أدت مهمتها بشكل سلمي. وأفاد الطلبة نقلا عن المسؤولين الأمنيين الموجودين بعين المكان أن قرار المنع جاء بطلب من السفير الموريطاني. ومن جانبها، وحسب تصريحات الطلبة، بررت السفارة الموريطانية قرارالمنع بكونها لا تملك على أرض العاصمة إلا مقرالسفارة وساحتها، ولا يمكنها أن ترخص لهم وقفتهم خارج محيط السفارة. وصرح ممثلوا الطلبة الموريطانيين في هذه الوقفة الممنوعة ل>التجديد<، أن وقفتهم هاته تأتي بموازاة مع مظاهرات تجري في نفس الوقت داخل جامعة نواكشوط بموريطانيا، وأضاف هؤلاء أن الطلبة المتظاهرين في موريطانيا يطالبون الحكومة بإغلاق سفارة الكيان الصهيوني وطرد السفير وقطع كل العلاقات مع العدو. وبعد إصرار السفير الموريطاني على قرار المنع والتبريرات الواهية التي قدمها للطلبة لم يجد هؤلاء بدا من تفادي إثارة المشاكل إزاء تفهم سلطات الأمن وتوضيحاتها. وبعد أن رفعوا شعاراتهم تمت قراءة بيان أعلنوا فيه تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني في محنته واستعدادهم لكل التضحيات وتنديدهم بالصمت والخذلان العربي الرسمي. وفي نهاية الوقفة وزع الطلبة الموريطانيون بيانا لوسائل الإعلام تلقت >التجديد< نسخة منه،وهذا نصه: >في ضوء المستجدات الخطيرة وتسارع وتيرة الآلة الجهنمية للوحش الصهيوني بشراهة لأبناء الشعب الفلسطيني: رجالا ونساء وأطفالا... وتدميره الشامل لكل مقومات حياته وكيانه، نهارا، جهارا أمام أعين العالم الشاخصة ببلاهة. وانطلاقا من أقل ما يقتضيه الواجب الديني، والقومي، والوطني، والضمير الإنساني، لنعلن: أولا: رفضنا المطلق للإبادة الجماعية والتدمير الشامل اللذين يمارسهما الكيان الصهيوني بدعم أمريكي ضد شعبنا في أرضنا المقدسة. رفضنا لصمت حكومات العالم، وتفرجها الوقح على هذه المأساة الإنسانية، وخصوصا الحكومات العربية، والموريطانية بصورة أخص. كما نعلن تضامننا اللامشروط مع الشعب الفلسطيني في جهاده المقدس من أجل حقه المشروع. نطالب كافة الشعوب الإسلامية والعربية بالوقوف في وجه الاختراق الصهيوني ومقاطعته ثقافيا واقتصاديا. ثانيا: نطالب حكومتنا ب: قطع كل العلاقات فوريا مع الكيان الصهيوني الغاشم. إعلان تبرئها من دعم ما يسمى بالمسار السلمي والاستجابة لمطالب الشعب وخيارات الأمة. إعادتها الاعتبار إلى كرامة شعبها الذي يتضرر معنويا من موقفها المطبع غير المشروع. كما نشيد بما يقوم به إخواننا الطلاب في المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني. تحيا المقاومة الفلسطينية الصامدة، والخلود للشهداء الفلسطينيين الأبرار ع.الهرتازي